أساليب تربوية لعقاب الأطفال دون التأثير على نفسياتهم
حبيبة أشرف - الميدان - القاهرة
يخزن
الأطفال كل ما يمرون به من مواقف في ذاكرتهم ليساعدهم في مواقفهم الحياتية
المختلفة، لذا على كل أم وأب الانتباه جيداً خاصةً في حالة عقاب أطفالهم،
فنسبة ليست قليلة من الأمهات تعتمد على الضرب أو حبس الطفل لفترة زمنية
طويلة، مما يؤثر على نفسيته بشكل سلبي ويحوله لطفل عنيف خلال تعاملاته
اليومية مع من حوله، لهذا يجب على الآباء والأمهات معرفة الطرق السليمة
لمعاقبة أطفالهم دون التأثير على نفسياتهم.
يقول المختصون في تربية
الأطفال إن المشكلة في المجتمعات العربية أننا نربي أطفالنا على سياسة
العقاب فقط دون الاهتمام بمكافأة الطفل عندما يفعل شيئاً صحيحاً، لذا يؤكد الخبراء على ضرورة
الابتعاد بشكل نهائي عن العنف بكل صوره، فيمكن للأم أن تضغط بشكل خفيف على
كتف الطفل كنوع من الإشارة إلى أن لها سلطة أكبر من الطفل، والنظر في
مستوى عينه ولومه على ما فعل حتى يعترف بخطئه.
وتختلف أساليب العقاب من طفل لآخر، فهناك أطفال لا يتأثرون بالعقاب المعنوي، وفي هذه الحالة أنت مضطرة إلى عقاب أكثر فاعلية، مثل منع الطفل من مشاهدة كارتون معين يحبه، أو الخروج في إجازة آخر الأسبوع، أو حرمانه من ممارسة النشاط الذي يحبه.
وهناك أسلوب استبعاد الطفل،
بمعنى أن يجلس الطفل في مكان منعزل عن باقي أفراد المنزل "ركن العقاب"،
ولكن انتبهي بحيث تكون المدة ليست طويلة جداً أو قصيرة جداً، وهنا أكد
خبراء التربية على تحديد المدة من خلال عمر الطفل، فإذا كان عمر الطفل 5
سنوات يظل في ركن العقاب لمدة 6 دقائق، 6 سنوات 7 دقائق وهكذا، وبعد ما
تنتهي مدة العقاب يجب أن تراجع الأم السبب الذي دفع الطفل للقيام بذلك.
ويجب على الأم أن تعلم طفلها
أن يصلح خطأه، فإذا قام بكسر قلم صديقه على سبيل المثال، فيقوم بتقديم قلمه
له كبديل، أو يقوم بإصلاح شيء قام بإفساده، وعليك
اختيار عقاب مؤثر بحيث تختارين نشاطاً يكون الطفل يحب ممارسته بشكل معتاد،
مثل عدم لعب كرة القدم في النادي مع أصدقائه أو منعه من مشاهدة الكارتون
الذي يحبه، مع ضرورة التأكيد للطفل على أن سبب العقاب ليس لأنه شخص سيئ
ولكن لأن تصرفه كان سيئاً.