الأربعاء، 27 أبريل 2011

الطبعة الاولى - احمد المسلمانى - 27/4/2011

السلام عليكم ورحمة الله

نقدم لكم بفضل الله - حلقة برنامج الطبعة الاولى بتاريخ 27/4/2011




الثلاثاء، 26 أبريل 2011

الطبعة الاولى - 26/4/2011

السلام عليكم ورحمة الله

أقدم لكم بفضل الله .. حلقة برنامج الطبعة الاولى 
بتاريخ 26/4/2011





ازرع نخلة

 ازرع نخلة 

جمال الشاعر


يا سلام لو كل واحد فى مصر زرع نخلة.. تخيلوا أننا زرعنا خمسة وثمانين مليون نخلة.. هل هذا رقم خيالى؟ أبدا.. ليس مستحيلا.. العراق زرعت أربعين مليون نخلة.. وإنتاج الدول العربية يصل إلى تسعين فى المائة من الإنتاج العالمى للتمور.. وشمال أفريقيا بيئة مناسبة جدا.. والسؤال هو لماذا زراعة النخيل مهمة؟ ولماذا الزراعة أساسا مهمة؟ فى الحقيقة هى كذلك لأسباب عديدة:
أولاً: للتحرر من عقدة إننا فلاحون وأن مصر بلد زراعى ولا مستقبل صناعيا أو تكنولوجيا لها.. وهذا كلام قديم أراد به الاستعمار أن يلخبط كياننا.. فتمردنا على فلاحة الأرض.. وتنقورنا على أهالينا الفلاحين وقلنا.. ياى ياى دا فلاح.. دا بلدى قوى.
ثانياً: هى ثروة اقتصادية جبارة ولن تكلفنا الكثير.. فإنتاج النخلة الواحدة من البلح يصل إلى مائة كيلو جرام وأحيانا إلى أربعمائة كيلو جرام.
ثالثاً: النخلة معمرة جدا ويصل عمرها إلى مائة سنة.. شوف إنت الخيرات التى سوف تعود على أجيالنا وعلى بلادنا على مر السنين.
رابعاً: النخل يتحمل العطش وملوحة الأرض ولا يأخذ مساحات كبيرة.. كما أنه يمكن أن نزرع تحته البقدونس والخضروات.
خامساً: الصناعات التى ستقوم عليها وحولها كثيرة جدا مثل.. صناعة تغليف وحفظ التمور.. وصناعة الكراسى والأسرة.. وفى البيوت الريفية يستخدم سعفها وأخشابها فى تسقيف المنازل.
سادساً: النخيل يؤتى ثماره فى خلال أربع سنوات وأحيانا سبع وأحيانا عشر.. كما أنها شجرة ليس لها لون أو رائحة تجذب إليها الحشرات.
سابعاً: إن ثمر النخيل يذهب الداء ولا داء فيه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.. وهو أيضا يقوى جهاز المناعة والأعصاب ويقى من أمراض السرطان ويعالج فقر الدم.. وهو غذاء كامل.. وجزى الله أهالينا كل خير على الأبورى بالعجوة والقرص بالعجوة.
ورحم الله زمن العجوانى.. وكان العجوانى لقبا يطلق على التاجر المتخصص فى تجارة البلح والتمور.
ثامناً: زراعة النخيل سوف يقبل عليها الشباب وسوف تجذب الكثيرين فى شراكة فى شركات مزارع يزرعون فيها ويحصدون ويصدرون وينافسون بالمنتجات الزراعية فى الأسواق العالمية.
أتمنى من خبراء زراعة البساتين وعلماء الزراعة فى مصر وخارجها أن يتواصلوا معنا لمزيد من الأفكار الجديدة التى تفتح أبواب الأمل للمصريين.. وتقترح أساليب جديدة للزراعة وتحفز وزارتى الرى والزراعة والبنوك للمساهمة فى نهضة اقتصادية زراعية تحقق لبلادنا الأمن الغذائى.. قمح ونخيل وأرز وفاكهة.
وأتمنى أن يبدأ كل منا بنفسه فيزرع نخلة أمام بيته أو دكانته أو جامعته أو جامعه أو كنيسته.. سوف يكون ذلك منظرا حضاريا رائعا ومصدرا متجددا للغذاء وله فيها منافع أخرى.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول.. النخلة بنت عم الإنسان.. فهيا ازرع بنت عمك حتى يكون لك شجرة عائلة معمرة.. ازرع لك نخلة.

الاثنين، 25 أبريل 2011

الطبعة الاولى - الجزء الثانى - 25/4/2011

السلام عليكم ورحمة الله
 
نقدم لكم بفضل الله .. تكملة حلقة الطبعة الاولى .. 25/4/2011
 



الطبعة الاولى - الجزء الاول - 25/4/2011

السلام عليكم ورحمة الله

أقدم لكم بفضل الله برنامج الطبعة الاولى الجزء الاول - 25/4/2011




إن شاء الله


خالد صلاح يكتب: مجرد أسئلة

خالد صلاح يكتب: مجرد أسئلة.. ما معنى أن تتحرر مصر كلها وتبقى المساجد تحت رحمة الاستبداد؟.. وما معنى أن يستطيع شعب مصر تغيير الرئيس ولا يستطيع تغيير محافظ؟


خالد صلاح 
 
خالد صلاح

ما معنى أن تتحرر مصر بكاملها من طغيان الاستبداد والديكتاتورية والخطاب الواحد، وتنعم بحرية الرأى والفكر والاختيار، ثم تبقى المساجد وحدها تحت رحمة وزارة الأوقاف، يحدد الموظفون الحكوميون فى الوزارة أسماء الخطباء، وطبيعة الخطبة، ومن يستحق اللعنة على المنابر، أو الدعاء قنوتاً فى الصلوات؟، أنا أضم صوتى لمن يطالب بتحرير المساجد من سلطان السلطة، ومن التبعية للحكومة، فإن كنا نحلم بحرية كاملة فلا يجوز أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض، الحرية للجميع بما فيها المساجد الأهلية التى خضعت لسلطان الحكومة بتخطيط من أمن الدولة، وقت أن كان الفكر خطيئة، والاختلاف جريمة، الآن يجب أن تعود المساجد لأصحابها، وأن تكون الحرية للجميع. بهذا المنطق أجدنى متعاطفا مع حق الشيخ حافظ سلامة فى مطلبه المشروع برد مسجد «النور» إلى جمعية الهداية، فكل من عايش سنوات بناء مسجد «النور» يعرف حجم المؤامرة التى أدارها نظام مبارك للسيطرة على المسجد، وتأميم منابر الدعوة لتنطق باسم الحكومة فقط، ويعرف أيضا حجم المعاناة التى تعرض لها داعية معتدل، ومناضل وطنى كبير مثل الشيخ حافظ، والآن لا يجوز أن تبقى للظلم راية فى عصر الحرية.

ما معنى أن تختفى الرقابة على أداء وزراء حكومة تسيير الأعمال؟، وزراء يسافرون إلى الخارج، ووزراء يعقدون ندوات، ويفتتحون مؤتمرات فى فنادق «خمس نجوم»، وآخرون يفتحون الباب على مصراعيه للاقتراض من الخارج مرة أخرى فى غياب برلمان شعبى منتخب، يتابع هذه القروض المفزعة، نحن غرقنا فى متابعة تفاصيل فساد رجال النظام السابق، لكن غاية الثورة أن تكون لدينا أدوات رقابية على وزراء العهد الجديد، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وغياب الرقابة قد يفتح الباب لأخطاء فادحة، ربما ندفع ثمنها فى المستقبل، نحن نريد شكلا من أشكال الرقابة الشعبية على المال العام، وعلى أداء الوزراء فى حكومة تسيير الأعمال بشكل يتناسب مع طبيعة المرحلة الانتقالية، ونريد أيضا خطة واضحة لهذه الحكومة، نعرف منها أين تضع مصر أقدامها فى المرحلة المقبلة، وما هو الشكل الذى سيسلمون به الإدارة لحكومة ما بعد الانتخابات البرلمانية بدلا من أن نجد أنفسنا أمام سلسلة تحقيقات جديدة، وإهدار من نوع مختلف؟

ما معنى أن الشعب يستطيع الإطاحة بالرئيس، ولا يستطيع الإطاحة بالمحافظ؟، فطالما أننا نؤسس لعقد اجتماعى جديد، تكون فيه السلطة للناس، ولا سلطة لغير الناس، فلا معنى لاستمرار منصب المحافظ بالتعيين من قبل الحكومة، ولا معنى أيضا لأن يكون المحافظ خارجا عن إجماع الناس، والأمر هنا لا علاقة له من قريب أو بعيد بسيادة القانون، لأن منطق سيادة القانون لا يعنى مطلقا أن ينحنى الناس سمعا وطاعة لقرار فردى، بل يعنى فى المقام الأول أن تكون القوانين معبّرة عن أحلام الناس، وعن طموحاتهم، وأن يكون الناس شركاء فى اختيار قياداتهم على أسس من التوافق والثقة والكفاءة والخبرات، وفى يقينى أن تغيّر نظام تسمية المحافظين من التعيين إلى الاختيار بالانتخاب، يقدم حلا حقيقيا وشاملا، يحفظ ماء وجه الحكومة فى قنا، وفى غيرها من المحافظات الغاضبة، الناس أصبحوا هم صناع القرار، ويجب أن تفهم السلطة الجديدة، وصناع التشريعات فى المستقبل، أن التاريخ لن يعود إلى الوراء.

ما معنى أن يقرر الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، إرسال وزير الداخلية للتفاوض مع أهلنا المعتصمين فى قنا؟، أخشى يا دكتور عصام أن هذا هو الخطأ نفسه الذى كانت ترتكبه السلطة فى الماضى، كانت الشرطة دائما فى صدارة المشهد السياسى، ولم تكن للسياسة قيمة، أو للسياسيين دور فى كل ما يجرى، فتحمّلت الشرطة أكثر من طاقتها، ودفعت ثمن خطايا السياسة إلى الحد الذى استبد الطغيان بقادتها من جانب، واستبدت الكراهية بقلوب الناس تجاه رجال الداخلية من جانب آخر، وبهذا المعنى، فإن تفويض وزير الداخلية بالحل خلال الأسبوع الأول من الأزمة يعنى أننا لم نتعلم بعد من أخطاء الماضى، وأننا قد نحمّل الشرطة مرة أخرى نفس الأعباء، لتكون هى عنوان الإحباط والقهر والبطش السياسى. أرجوك يا دكتور عصام، انتبه، و لا تمضِ نحو ظلام الحل الأمنى، وتأجيل الحل السياسى مرة أخرى.

رؤية وحلول مقترحة لأزمة قنا

بقلم: ضياء رشوان
 
diaa rashwan

رؤية وحلول مقترحة لأزمة قنا

أثارت الاحتجاجات التى تجرى فى قنا على تعيين محافظها الجديد اختلافات واسعة فى مصر بين شرائح الرأى العام والنخبة والإعلاميين بمختلف فئاتهم حول مشروعيتها ومدى تعبيرها أو تصادمها مع مصالح أهل قنا والمصالح الوطنية العامة. ولم تقف تداعيات احتجاجات قنا عند هذا الجدل الذى لم ينته بعد، بل امتدت إلى أبعد من ذلك حيث اندلعت احتجاجات مماثلة فى عدد آخر من محافظات الجمهورية ضد محافظيها الجدد مع ثبات نفس المطلب القنائى برفضهم والدعوة لاستبدالهم بآخرين، وهو الأمر الذى على وشك أن يجعل من الوضع فى قنا حالة عامة تنتقل من محافظة لأخرى فى مصر.

●●●

والحقيقة أن الأوضاع فى قنا والتى كانت هى بداية هذا التصاعد ليست كلها على الصورة التى نقلتها بعض وسائل الإعلام وتناولتها بعض الأقلام والتعليقات والمقالات.

فاختصار الاحتجاجات فى قنا على أنها ذات طابع طائفى موجه لديانة المحافظ الجديد ليس دقيقا تماما على الرغم من أن ذلك هو ما يبدو طافيا على سطح المشهد هناك. فقد كان محافظ قنا السابق مسيحيا ولم يلق أية احتجاجات عند تعيينه فيها ولا أثناء بقائه بها ما يزيد على خمس سنوات بسبب ديانته، وإنما كانت كل الاعتراضات والانتقادات له من المسلمين والمسيحيين مركزة على أدائه الوظيفى والذى رأت أغلبيتهم الساحقة أنه لم يكن مرضيا أو موفقا. والمفارقة هنا هى أن أول من لفت الانتباه إلى ديانة المحافظ السابق المسيحى لم يكن مسلمو قنا بل كانوا مسيحييها الذين رأوا أن مواقفه تجاه بعض النزاعات الطائفية التى تمت فى عهده بين المسلمين والمسيحيين وعلى رأسها جريمة نجع حمادى البشعة التى أودت بحياة سبعة من الأقباط ليلة عيد الميلاد عام 2009، كانت منحازة ضدهم بسبب حرصه على تأكيد حياده تجاههم لكونه مسيحيا.

والمفارقة أيضا هى أن الاحتجاجات التى اندلعت فى الساعات الأولى بعد تعيين المحافظ الجديد شملت قطاعات من الإخوة المسيحيين فى قنا لتخوفهم من تكرار تجربة المحافظ السابق المسيحى تجاههم، وهو ما اختلط باحتجاجات من باقى أهل قنا بسبب كونه ضابط شرطة سابقا، وهو ما أعاد إلى الجميع التجربة السلبية للمحافظ السابق الذى اجتمع فيه كونه مسيحيا وضابط شرطة، فاتسع الرفض لتعيين المحافظ الجديد لقنا.

●●●

إلا أن عوامل أخرى دفعت الاحتجاجات فى قنا لكى تأخذ مسارين رأى البعض فيهما خطرا على تطور البلاد فى المرحلة الانتقالية الدقيقة التى تمر بها حاليا بعد ثورة يناير العظيمة.
المسار الأول هو غلبة البعد الدينى الطائفى على الاحتجاجات وإبراز ديانة المحافظ الجديد باعتبارها السبب الوحيد لرفض أهالى قنا له، والثانى هو قيام المحتجين بقطع الطرق العامة وخطوط السكك الحديدية التى تربط شمال البلاد بجنوبها.

والحقيقة أن المسارين معا نتجا بداية عن عامل مشترك رئيسى هو التجاهل الذى أبدته وسائل الإعلام وسلطات الدولة تجاه الاحتجاجات القنائية فى صورتها الأولى التى كانت سلمية وليس فيها من المظاهر الطائفية الكثير.

فقد أدى هذا التجاهل الذى استمر لعدة أيام إلى تأكيد المشاعر التى تجتاح أبناء الجنوب عموما وقنا خصوصا بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية وأن لا أحدا فى عاصمة البلاد من السياسيين أو الإعلاميين يهتم بهم أو يسمع أصواتهم ومطالبهم.

وقد أدى هذا الشعور الذى يستند إلى خلفية تاريخية طويلة من الإهمال والتجاهل إلى اندفاع المتحمسين من المحتجين فى قنا إلى سلوك المسار الثانى التصعيدى وهو قطع الطرق العامة والسكك الحديدية للفت أنظار الساسة والإعلاميين فى العاصمة ليس فقط إلى رفضهم للمحافظ الجديد بل إلى أوضاعهم البائسة بصورة عامة.

أما المسار الأول، وهو تزايد النزعة الطائفية فى الرفض، فقد دفعت إليه عوامل أخرى فى مقدمتها غياب القوى السياسية والحزبية عن قنا كغيابها عن بقية أنحاء الجمهورية خلال العقدين الأخيرين من حكم النظام السابق بفعل السياسات الإقصائية والاستبعادية لجميع المعارضين له من الساحة السياسية، والتى لم يبق بداخلها ناشط سوى بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين التى اكتسبت خبرة العمل السياسى بالرغم من الحظر القانونى لها، وعلى هوامشها بعض القوى الدينية الصاعدة غير المنخرطة فى العمل السياسى وعلى رأسها التيارات السلفية والصوفية. وقد أدى غياب القوى السياسية عن قنا والضعف النسبى لجماعة الإخوان المسلمين بها إلى خلو مشهد قيادة الاحتجاجات ضد المحافظ الجديد للأكثر حماسا وشبابا من المحتجين وهم بعض من أبناء التيارات السلفية المنخرطين حديثا وبدون أى تجربة سابقة فى النشاط السياسى.

وقد أدى هذا الحماس وغياب هذه الخبرة السياسية السابقة إلى اندفاع قطاعات منهم نحو اعتبار أن ديانة المحافظ الجديد هى أصل المشكلة والرفض وأن «ولايته» على محافظة قنا، بحسب تعبيرهم، إنما هى مخالفة صريحة للشريعة الإسلامية. وقد أدى تجاهل الساسة والإعلاميين لما بدأ فى قنا من احتجاجات لم تكن دينية تماما وخلو المحافظة من القوى السياسية المنظمة وتدخل بعض قيادات الحزب الوطنى المنحل لأسباب انتخابية، إلى تأثر قطاعات أوسع من أبناء قنا غير المسيسين بدعوات شباب التيارات السلفية الجديدة حول ديانة المحافظ كسبب لرفضه مما أدى إلى صبغ الاحتجاجات فى أيامها الأخيرة بهذا الطابع الدينى الطائفى.

ومع كل ذلك فإن جوهر الاحتجاجات المتصاعدة ظل هو رفض التجاهل المركزى لأبناء الصعيد وليس فقط البعد الدينى لها، وهو ما أكده فشل زيارة الشيخ محمد حسان والدكتور صفوت حجازى الرمزين الكبيرين للحالة السلفية المصرية فى إقناع شباب السلفيين فى قنا ولا مجمل المحتجين منهم على المحافظ الجديد بفض اعتصامهم أو على الأقل بفتح الطرق العامة والسكك الحديدية، فلو كان الأمر دينيا بحتا أو سلفيا صافيا لما رفض هؤلاء الشباب مطالب بعض من أبرز شيوخ تيارهم.

●●●

إن التعامل السياسى مع الأزمة فى قنا والأزمات المماثلة لها التى اندلعت فى عدد من محافظات الجمهورية هو الحل الوحيد لها. والتعامل السياسى فى مثل الظروف الصعبة التى تمر بها مصر حاليا يتطلب الحفاظ على ثلاثة ثوابت فى نفس الوقت: هيبة الدولة ومطالب الرأى العام والوحدة الوطنية بين مسلمى مصر ومسيحييها. وأى حل أو تعامل مع الاحتجاجات فى قنا وفى غيرها من محافظات الجمهورية يسقط من حساباته أى ثابت من تلك سيكون أكثر خطورة فى نتائجه من استمرار الاحتجاجات نفسها. من هنا فإن حل الأزمة فى قنا يمكن أن يتم بواحد من اقتراحات أربعة: أن يتم نقل المحافظ الجديد إلى محافظة أخرى ويأتى محافظها لكى يستلم مكانه فى قنا، وهو حل قد يكون الوقت قد تأخر لتطبيقه وإن كان لا يزال ممكنا. أو أن يتسلم المحافظ الجديد عمله ثم يقوم بأجازة بعدها مباشرة يقوم خلالها السكرتير العام الجديد بأعمال المحافظ أو أن يعين نائبا للمحافظ يتولى مهامه حتى تنتهى أجازة المحافظ باستقالته أو بحركة محافظين جديدة. أو أن يتم تعيين محافظ جديد لقنا وفى نفس الوقت يعين المحافظ الحالى نائبا لوزير التنمية المحلية ومشرفا على محافظات الجنوب الثلاث، أسوان والأقصر وقنا. أو أن تعاد صياغة قرار تعيين المحافظين وكل قرارات تعيين المسئولين الجدد على مستوى الجمهورية، بما فيهم بالطبع محافظ قنا، بحيث تكون لفترة محددة تنتهى إما بانتهاء الفترة الانتقالية لتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة البلاد خلال ستة شهور وإما بانتخاب مجلس الشعب وتشكيل الحكومة القادمة. وكل هذه الحلول، وهناك لاشك غيرها، تضمن الحفاظ على الثوابت الثلاثة الأساسية المشار إليها والكفيلة بالحفاظ على وحدة الوطن وهيبة الدولة واحترام الرأى العام، وهو ما يعنى فى النهاية الحفاظ على الثورة.

إذاعة القرآن الكريم تحول دفتها

إذاعة القرآن الكريم تحول دفتها



كتبت- هبة عبد الهادى:

ظلت إذاعة القرآن الكريم لأكثر من ثلاثة عقود, على نمط واحد دون تغيير لا علاقة لها بما يحدث للعالم, خاصة الأخبار السياسية وما كانت تهتم إلا بالأحداث الدينية, والمؤتمرات الإسلامية داخل مصر وخارجها. لكن بعد ثورة يناير قد حدث تطور كبير, فقد حولت الإذاعة دفتها 360 درجة, فأصبحت تتكلم عن الأحوال السياسية, وعن الإصلاح السياسي وتتناول الأخبار بجميع أقسامها, سواء السياسة أو الاقتصاد أو الدين أو الشباب أو الاجتماع.
وبدأت الإذاعة في استضافة ضيوف من تخصصات مختلفة، ولم تعد تقتصر على علماء الدين فقط.


مهزلة ومأساة

مهزلة ومأساة 
 
بلال فضل
الراوى شخصية محترمة أثق فيها بنفس القدر الذى أثق أنك ستتشكك فى كلامى الذى أنقله عنه، وهو لكى يزيل شكى فى كلامه، استشهد بالكتاب التذكارى المصور الذى أصدره (الأهرام) ذات نفسه عن مبارك فى عهد إبراهيم نافع، وهو موجود فى المكتبات العامة لمن أراد، لأنك لن تجد مكتبات الأهرام حريصة على بيعه الآن، بداخل الكتاب ستجد قصة يرويها أحد رفاق مبارك القدامى هو السيد أحمد عرفة حول أول علاقة لمبارك مع العرافين، كان ذلك فى السودان عام 1959 حينما كان مبارك ضابطا هناك، والتقى بعراف سودانى تنبـأ له بأنه سيصبح رئيسا لمصر، لكن مبارك الذى لم يكن يمتلك أى طموح سياسى أكثر من رغبته فى أن يكون سفيرا فى لندن بلد الإكسلانسات لم يأخذ الأمر بجدية، وربما جعله ذلك العراف يتعامل مع جميع العرافين والمنجمين باستخفاف شديد، إلى أن وجد نفسه رئيسا للبلد الذى شهد انبعاث فجر الضمير الإنسانى، فعادت ثقته فى العرافين ثانية.
يروى لى الشخص المحترم واقعة يتداولها المقربون من مبارك ليكشفوا كيف دفعت مصر الكثير نتيجة لإيمان مبارك بالعرافين، كان ذلك فى عام 1982 أو ما حوله، وكان مبارك فى باريس حين أحضر له الدكتور بطرس غالى منجمة فرنسية كانت شهيرة فى أوساط الدبلوماسيين، وكان ذلك بحضور الكاتب الكبير أنيس منصور، كما يقول الراوى. قالت المنجمة لمبارك ضمن نبوءات أخرى كثيرة «ستموت فى السنة التى تعين فيها نائبا لك»، ويقسم لى الشخص المحترم أن هذا دون غيره كان السبب الوحيد الذى جعل مبارك يرفض طيلة الثلاثين عاماً الماضية تعيين نائب له، وأنه حتى عندما طرح عليه المقربون منه فكرة تعيين ابنه جمال نائبا له رفضها بقوة، واختار فكرة أن يأتى جمال من داخل الحزب الوطنى كمرشح رئاسى للحزب فى الوقت الذى تخف فيه ضغوط المؤسسة العسكرية الرافضة للتوريث. أخذت أضرب كفاً بكف وأنا أتأمل تلك الواقعة، حاولت الاتصال بالأستاذ أنيس لكننى لم أتمكن من الوصول إليه للأسف الشديد، وأنا أتمنى أن نقرأ له تعليقا على تلك الواقعة وهل كان فعلا شاهدا عليها أم لا، أتمنى أن نسمع تعقيبا من الدكتور بطرس غالى أو من أحد المحيطين السابقين بالرئيس المخلوع، بالمناسبة أتمنى أن يقوم الأستاذ أنيس منصور بالإفراج الفورى عن أسراره التى كان يحجبها وجود مبارك فى السلطة، خصوصا تلك الشرائط التى قال مرارا وتكرارا إنه سجلها للرئيس الأسبق أنور السادات وتحتوى على أسرار خطيرة، وأنه رفعها إلى مبارك لكى يحصل على إذن بنشرها، ويبدو أن الإذن لم يأته أبداً لأسباب حان أوان كشفها.
أتمنى أن يقول لنا أحد المقربين من مبارك هل كانت الزيارة المفاجئة التى قام بها إلى السنغال منذ سنوات حقا من أجل اللقاء بعراف شهير يذهب إليه العديد من رؤساء الدول، وهل كان لدى مبارك فعلا غرام بالعرافين والمنجمين؟، وهو أمر سبقه إليه العديد من الرؤساء والسياسيين، أنا شخصيا أصدق ذلك ليس فقط فى ظل الرواية التى نشرت فى كتاب الأهرام، ولم ينفها مبارك فى حينه، ولكن لأن الطريقة العشوائية المتخبطة العنيدة التى أدار بها مبارك مصر طيلة الثلاثين عاما هى التى تجعلنى أصدق ذلك وأجد فيه تفسيرا لمهازل كثيرة حدثت فى مصر. يبقى أن أقول لك إننى تأكدت من مصدر داخل الأهرام أن الخبر الذى بعث به مراسلا الأهرام من سيناء كان يحتوى على تفصيلة تقول إن أم ماجد عرافة فعلا، لكن ربما رأى بعض مسؤولى النشر أن نشر تلك التفصيلة لا يليق بوقار الأهرام، خاصة أن السيدة لم تدل للمراسلين بأى تفصيلات حول ما دار بينها وبين الرئيس، ولذلك قرروا نشر الخبر دون تلك التفصيلة، وكان هذا خطأ بالغاً، لأن القارئ تصور أنه خبر يهدف لاستثارة عطف القارئ على الرئيس المخلوع فى هذا الوقت الحساس الذى ينتظر الناس فيه أن يروه ماثلا أمام العدالة، راجع تعليقات قراء الأهرام على الخبر فى موقعه لتتأكد من ذلك، بالمناسبة لم أتلق حتى الآن إجابة على أهم سؤال طرحته «فين ماجد؟ وما موقفه من كل ما حدث؟».
ـ تلقيت رسالة مؤلمة ومهمة من الصديق الكاتب محمد فتحى، أعتقد أنك ستذهل عندما تقرأها مثلما ذهلت، لكن المهم ألا تكتفى بالذهولبل تبادر للحركة فور قراءتك لها. يقول محمد فتحى فى رسالته « لا أعرف يقيناً هل سيتغير شىء بعد هذه الرسالة أم لا لكننى مؤمن بأنه (يجب) أن يحدث شىء. أى شىء لبطل السطور القادمة. بالأمس كنت ضيفاً على حفل توقيع رواية للصديق محمد سامى البوهى. حضرت متأخراً قليلاً وكان أحدهم يجلس بجانب محمد ويتحدث حديثاً غريباً. للوهلة الأولى ظننته أحد أبطال حرب أكتوبر حيث كان يتحدث عن عملية حربية، لكن صغر سن المتحدث نسبياً جعلنى أستبعد كونه أحد أبطال أكتوبر المنسيين، وما أكثرهم. بعد قليل كنت مشدوهاً للتفاصيل التى أسمعها بصحبة ما يقرب من ثلاثين قارئاً حضروا حفل التوقيع، فإذا بهم يستمعون بمنتهى الإنصات للرجل الذى اتضح أنه البطل المصرى أيمن محمد حسن، والذى تم إسقاطه عمدا من ذاكرة الأجيال الجديدة، وآن لنا أن نذكِّرها به.
فى بداية التسعينيات كان هذا الرجل واسمه أيمن محمد حسن يقف فى خدمته فى القوات المسلحة على الحدود المصرية الإسرائيلية، وفى واقعة غريبة، لا أستطيع أن أعرف إن كانت تتكرر حتى يومنا هذا أم لا، رأى جندياً إسرائيلياً يقف داخل الحدود يمسح حذاءه بعلم مصر. جن جنون أيمن وقرر أن ينتقم بأى شكل لكرامة وطنه التى أضاعها النظام باتفاقيات وتنازلات مهينة، ولستة وأربعين يوماً ظل أيمن يدرس كيف ينفذ انتقامه، وفى عملية تدرس الآن فى عدد من الكليات والأكاديميات العسكرية توغل أيمن فى الحدود الإسرائيلية منفرداً ووحيداً دون أن يعرف أحد وبصحبة أسلحة استولى عليها من وحدته وانتظر مرور عربات إسرائيلية حربية ثم بدأ الانتقام لكرامة وطنه. قتل أيمن فى وقت لم يتعد ثلث ساعة 21 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً من أسلحة مختلفة على رأسهم الجندى الوقح الذى أهان العلم المصرى، ومنهم عميد فى المخابرات الحربية (أمان) وجرح أيمن 20 آخرين بعد مهاجمته لسيارة جيب وأتوبيسين إسرائيليين. ولم يصب سوى بجرح فى رأسه ونجا بأعجوبة من مطاردة مذهلة كان ينوى الاستشهاد فى آخرها، لكن الله أراد له أن ينجو وأن يعود للحدود المصرية ليسلم نفسه ويحكم عليه فى 6 أبريل 1991 بالسجن لمدة 12 عاماً.
بعد قضاء عشر سنوات خرج أيمن من السجن. عومل معاملة السوابق. ضايقه جهاز مباحث أمن الدولة وسد أمامه أبواب الرزق.تاجر به العديد من الصحفيين والأسماء الرنانة فى الصحافة المصرية ولم يساعده أحد. وعده أحدهم بإنشاء مشروع له بالتعاون مع رجل أعمال لكن الصحفى لم يعد يرد على مكالمات أيمن فيما بعد، باع فيه الأنذال واشتروا بعد أن عرف مصادفة أن نصاباً لا يعرفه جمع له تبرعات من الجالية المصرية فى الإمارات تقدر بآلاف الدولارات، لكن بنساً واحداً من هذه الدولارات لم يصل إليه.
 يعمل الآن الرجل الحر الذى لم يطق أن يهان وطنه وخاطر بحياته ودفع 12 عاماً من عمره فى السجن بصحبة القتلة والمسجلين الخطر رأساً برأس كسباك، سباك متنقل لا يجد حتى محلاً يمتلكه، ولا أحداً يدعمه، ولا إعلاماً حراً يحكى حكايته أو يسلط عليه الضوء، هذا الرجل يعمل الآن سباكا، ولا أعرف كيف سأحكى لابنى حكايته وهل سأكتفى بالجزء الذى كان بطلاً فيه أم سأكمل للجزء الذى يظهر الكثيرين فى صورة الأنذال والمتاجرين بالرجل. لسبب أو لآخر، وبثقة فى الله أولاً وأخيراً وعدته أنه لن يأتى الأول من مايو إلا وهو يعمل فى وظيفة ثابتة محترمة تكفل له دخلاً لائقاً، أو بمشروع يساهم فى دعمه رجال أعمال شرفاء يحاولون رد الجميل لهذا البطل، وأثق فى الله أنه سيجعل هذه الكلمات سبباً فى أن يتحقق الوعد الذى قطعته على نفسى، كما أثق فى أنك ستتبنى القضية لنشرها على الناس كى يعرفوا من كان بطلاً، ومن تاجر بهذا الوطن، والأهم لكى نقوم جميعاً بدورنا فى توفير وظيفة لائقة أو مشروع خاص بالبطل أيمن محمد حسن، ورقم هاتفه لدىّ لمن يهمه الأمر.

الأحد، 24 أبريل 2011

الطبعة الاولى .. احمد المسلمانى .. الجزء الثانى .. 24/11/2011

السلام عليكم ورحمة الله

الطبعة الاولى .. احمد المسلمانى .. الجزء الثانى .. 24/11/2011









الطبعة الاولى - الجزء الاول - 24/4/2011

السلام عليكم ورحمة الله

برنامج الطبعة الاولى - احمد المسلمانى - 24/4/2011

موسم الهجرة إلي طرة

موسم الهجرة إلي طرة


مصطفي بكري
مصطفي بكري
بدأ جهاز الكسب غير المشروع تحقيقات مكثفة مع عدد من الرموز الحكومية والحزبية المتهمة بالإثراء غير المشروع ونهاية الأسبوع الماضي تم حبس د.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية 15 يوما علي ذمة التحقيق بينما تم استدعاء صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني 'سابقا' للمثول أمام جهات التحقيق صباح اليوم الاثنين.
أما د.أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق فقد مثل أمس أمام نيابة الأموال العامة وسيمثل خلال الأيام المقبلة د.عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق أمام جهات التحقيق في اتهامات تتعلق بالخصخصة وبيع الشركات الناجحة بأقل من أسعارها الحقيقية.
وهكذا فتح سجن مزرعة طرة أبوابه ويبدو أنه لن يغلقها قريبا مستهدفا استيعاب أكبر عدد من 'الوارد' الجديد الذي حتما سيضيق به عنبر الأموال العامة داخل السجن.
يوم الخميس الماضي كان زكريا عزمي علي موعد مع المفاجأة, لقد كانت مفاجأة من نوع مثير وصل إلي مقر جهاز الكسب غير المشروع في العاشرة والنصف صباحا بميدان لاظوغلي. صعد بالأسانسير من الجراچ وبرفقته محاميه فريد الديب يوقف الأسانسير بالدور السابع حيث مقر الجهاز كان بانتظاره رئيس إدارة الفحص بالجهاز.. بعد قليل بدأت التحقيقات مع الدكتور زكريا عزمي الاسم, السن, الوظيفة, العنوان.. في البداية تمت مواجهته بما أسفرت عنه تحريات الأجهزة الرقابية المختلفة حول ثروته من فيلات وشقق في الساحل الشمالي والتجمع الخامس ولسان الوزراء بالإسماعيلية ومصر الجديدة وغيرها وكذلك الحال ما أسفرت عنه التقارير حول المبالغ المالية التي يحتفظ بها في عدد من البنوك ومن بينها البنك الأهلي فرع مصر الجديدة والذي يمتلك حساباً يوجد فيه نحو سبعة ملايين جنيه وقد تم توجيه العديد من الأسئلة حول الرواتب والمكافآت المالية التي يتقاضاها د. زكريا عزمي من عمله رئيساً لديوان رئيس الجمهورية أو مكافآته التي كان يتقاضاها من مجلس الشعب وقدرها 15 ألف جنيه شهريا.
ووفقا للمعلومات فإن زكريا عزمي عجز عن إثبات مصادر الثراء غير المشروع الذي واجهته به النيابة وظل يردد أمام التحقيقات 'لقد اشتريت كل ذلك بالتقسيط ومن حر مالي وأنا لست ساذجاً إلي هذه الدرجة'.
وبعد نحو ثماني ساعات من التحقيقات أصدر المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون الكسب غير المشروع قراره بحبس د. زكريا عزمي 15 يوما علي ذمة التحقيقات كانت المفاجأة عاتية ولم يصدق زكريا عزمي ما سمعه بأذنيه أصيب بحالة من الذهول ولم يستطع التعليق بكلمة واحدة عندما تقدم إليه عدد من جنود الشرطة والقوات المسلحة لاصطحابه إلي خارج الجهاز ونقله إلي سجن طرة.
في هذا الوقت كان جمهور غفير قد احتشد أمام مبني وزارة العدل بلاظوغلي وما أن شوهد زكريا عزمي يهبط من المصعد حتي علت الهتافات التي تتهمه باللصوصية والسرقة مما اضطر بعض من هم حوله إلي نزع جاكت بدلته من جسده وتغطية وجهه به وما أن تم دفعه إلي السيارة التي أقلته إلي سجن مزرعة طرة حتي أصيب زكريا عزمي بانهيار شديد وراح يجري الاتصالات بأسرته وأصدقائه ومحاميه.
وبعد نحو نصف ساعة تقريباً كان زكريا عزمي يدخل من بوابة سجن طرة وقد استقبله مأمور السجن وعدد من الضباط والجنود الذين أخذتهم الدهشة غير أنهم تعاملوا معه كمسجون عادي شأنه شأن الآخرين.
ارتدي زكريا عزمي الترينج الأبيض وتم تخصيص زنزانة له داخل السجن وقضي ليلته دون أن يعرف الطريق إلي النوم.
في اليوم التالي استقبله بعض أصدقائه من رجالات الحكومة والحزب المتهمين بالفساد غير أنه كان تائها ويعاني حالة اكتئاب شديد.
وكان زكريا عزمي قد طلب من شقيقه يحيي عزمي قبيل أن يمضي إلي داخل السجن ضرورة امداد المحامي فريد الديب ببعض المستندات والوثائق التي تبرر ثروته في محاولة منه لتقديمها إلي الجهاز عل ذلك يبرئ ساحته.
ويوم الاثنين المقبل سوف يمثل صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني السابق ورئيس مجلس الشوري السابق أمام جهاز الكسب بتهمة الإثراء غير المشروع وتمكين ابنيه إيهاب وأشرف الشريف من الإثراء غير المشروع حيث تمتلك الأسرة أكثر من 11 فيلا والعديد من الشقق والأراضي والأموال بالبنوك.. ويؤكد صفوت الشريف لمقربيه أنه يمتلك مستندات تبرر ثروته, وأنه ليس مسئولاً عن ثروة أبنائه التي جاءت كما يقول من أعمال وصفقات مشروعة.
وكانت التحريات الرقابية قد أشارت إلي استغلال أشرف الشريف منصب والده خاصة عندما كان وزيراً للإعلام وذلك من خلال الحصول علي حق الإعلان الاحتكاري في بعض القنوات التليفزيونية الحكومية خاصة قناة نايل تي في وغيرها.
وسوف يمثل صفوت الشريف أيضاً يوم الثلاثاء المقبل أمام نيابة أمن الدولة العليا بتهمة التحريض والمشاركة في أعمال البلطجة والقتل التي شهدها ميدان التحرير يوم 2 فبراير الماضي فيما عرف باسم موقعة الجمل, وكان قد جري التحقيق أمس الأحد مع ماجد الشربيني أمين العضوية السابق بالحزب الوطني.. ويعاني صفوت الشريف منذ أن تم إخطاره بالاستدعاء أمام جهات التحقيق حالة قلق شديد تدفعه إلي عدم النوم تخوفاً من أن يلحق بمصير زكريا عزمي.
أما أحمد نظيف الذي تلاحقه الاتهامات في العديد من قضايا الخصخصة وغيرها, فقد تم استدعاؤه للمثول أمس الأحد أمام جهات التحقيق في قضية اللوحات المعدنية حيث ثبت تورطه فيها بالاتفاق مع حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق.
وكان أحمد نظيف قد أصيب بالذهول وعدم الاتزان جراء ورود اسمه في البلاغات والتحقيقات التي تجريها النيابة العامة, وقد امتنع نظيف عن الظهور الفترة الماضية وتوقف عن السفر إلي الاسكندرية حيث كان يقضي أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع في شقته التي حصل عليها من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي في عمارات الفورسيزون, حيث يبلغ ثمن الشقة الواحدة 25 مليون جنيه.
ويعاني أحمد نظيف حالة الأرق التي تسببت في إصابته بالاكتئاب وتفجر المشكلات بينه وبين زوجته الجديدة التي لم يهنأ بزواجه منها بعد.. وينتظر زبائن طرة وصول د. أحمد نظيف إليهم بفارغ الصبر, خاصة أن الكثيرين منهم يحملونه أيضاً مسئولية تردي الأوضاع وإدارة شئون الحكومة بطريقة أثارت سخط الجماهير وحنقها علي نظام الحكم.
ويبدو أن أحمد نظيف سوف يطلب وساطة حبيب العادلي باعتباره وزيراً أسبق للداخلية في توفير الكماليات الضرورية في زنزانته المنتظرة داخل طرة وأهمها وجود ساحل شمالي يطل علي مياه البحر للزنزانة التي سيصعب أن تكون في صورة 'شاليه' وأن يجري توفير لاب توب وأجهزة كمبيوتر لإنشاء الحكومة الالكترونية داخل سجن طرة!!
أما د.عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق, فمصيبته أكبر, إنه المسئول عن ملف خراب مصر المسمي بالخصخصة, حيث تواطأ في بيع العديد من الشركات الناجحة لعدد من المستثمرين برخص التراب, والمخاوف تساور الكثيرين في طرة في أن يقوم عاطف عبيد بالاتفاق من خلف ظهور المساجين ببيع السجن لمستثمر استراتيجي وخصخصته برخص التراب.
وكان النائب العام قد أصدر قراراً مؤخراً بالتحفظ علي أمواله وأموال أسرته ومعه وزير قطاع الأعمال الأسبق مختار خطاب ومنعهما من السفر علي ذمة البلاغ المقدم من مصطفي بكري حول بيع شركة أسمنت أسيوط بمبالغ متدنية لا تتوازي مع ممتلكات الشركة وتسبب في خسارة بلغت نحو 3.5 مليار جنيه.
أما د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق فيبدو واثقاً من نفسه ومتحفزاً في مواجهة الاتهامات التي تساق ضده وتتهمه بالإثراء غير المشروع, حيث استعد د. سرور بالوثائق والمستندات التي تثبت منبع ثروته خاصة عمله بالمحاماة.. وحتي الآن لم يصدر قرار باستدعاء د. فتحي سرور وإن كان الموقف سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة.

دموع التماسيح
لا أعرف متي وكيف تسلل هذا التسجيل الصوتي المريب للرئيس السابق حسني مبارك والذي أذاعته قناة العربية دون حتي علم مديرة مكتبها بالقاهرة رندة أبو العزم والتي أعلنت أنها فوجئت بهذا الخطاب.
لقد جاء الخطاب ليس فقط بهدف استدرار عطف المواطنين وتبرئة ساحة الرئيس السابق وأسرته أمام الرأي العام وإنما ليؤكد للكافة أنه لايزال موجوداً, يتحدث بعنجهية, يهدد ويتوعد ويستخدم كل أساليب الكذب والخداع.
لقد بدأ مبارك خطابه بالحديث عن أنه تعرض هو وأسرته لحملات ظالمة وإدعاءات باطلة استهدفت الاساءة إليه وإلي سمعته ومواقفه وتاريخه العسكري الذي اجتهد من خلاله من أجل مصر حرباً وسلماً.
ويبدو أن الرئيس المخلوع نسي أو تناسي أنه كان سبباً في كل ما تعاني منه البلاد من فساد وانهيار وتخلف, ولو كان لديه قدر من إدراك للمسئولية لأعلن اعتذاره للشعب واستعداده للمثول للمحاكمة جراء ما ارتكبت يداه وعصابة 'المافيا' التي عاثت في كنفه فساداً في طول البلاد وعرضها علي مدي سنوات طوال كان فيها الراعي والحامي لمنظومة الزواج بين السلطة والثروة وعمليات النهب الواسعة التي شهدتها البلاد.
لقد راح مبارك يردد ذات الكلمات التي كان يرددها في خطاباته السابقة ويبدو أن ذات القلم المسموم الذي أملي عليه ذات الكلمات في وقت سابق عاد ليبث سمومه من جديد, وكأن مبارك لايزال في الحكم يأمر وينهي, يهدد ويتوعد, يخطب وكأنه لايزال علي عرش مصر, متجاهلاً الثورة العظيمة التي أطاحت به وبنظامه الفاسد والمستبد.
لقد ادعي مبارك أنه لا يمتلك أية حسابات أو أرصدة خارج مصر وأنه مستعد أن يتقدم بأية مكاتبات أو توقيعات تمكن النائب العام المصري بأن يطلب من الخارجية الاتصال بكافة دول العالم لتؤكد لهم موافقته هو وزوجته بالكشف عن أية أرصدة لهما بالخارج حتي يتأكد الشعب المصري من أن رئيسه السابق يمتلك فقط أرصدة وحسابات بأحد البنوك المصرية طبقاً لما أفصح عنه في اقرارات الذمة المالية.
والحقيقة أن حديث الرئيس السابق في هذا الشأن قد جاء متأخراً - أي بعد شهرين - من سقوط نظامه, وكنت أتمني لو كان صادقاً أن يبادر منذ اليوم الأول واللحظة الأولي لاثارة هذه القضية بإتخاذ هذه الخطوة, أما بعد مضي شهرين فالأمر يجعلنا نتساءل عن مصير هذه الأموال التي تحدث عنها العالم بأسره ويكفي القول هنا إن دول الاتحاد الأوربي لن تتخذ قراراً يوم 22 مارس الماضي بتجميد الأرصدة الخاصة بالرئيس السابق وأسرته وآخرين والتحفظ علي الممتلكات في قرار جماعي معلن وليس لديها شيئاً من هذه الأرصدة والممتلكات.
لقد أعلن وزير الخارجية السويسري منذ اليوم الأول أن لدي مبارك وأسرته أرصدة مالية في البنوك السويسرية, كما أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية, وعندما اجتمعت بعدد من النشطاء السياسيين خلال زيارتها للقاهرة مؤخراً ووجه إليها د. حسن نافعة سؤالاً عن ثروة الرئيس السابق وأسرته ردت بالقول 'نعم توجد ثروة تعقد بالمليارات للرئيس السابق وأسرته بالولايات المتحدة ونحن مستعدون للتعاون مع الحكومة المصرية في استرداد هذه الثروة'.
وإذا كان مبارك يزعم القول أنه ايضا علي تقدمي أية توقيعات أو أي مكاتبات للنائب العام للكشف عما إذا كان هو وزوجته ونجليه جمال وعلاء يمتلكان أي عقارات أو أصول عقارية بشكل مباشر أو غير مباشر.
وهنا تتضح الصورة بكافة أبعادها, فمن الواضح أن عمليات نقل للثروة العقارية المعروف ملكيتها لأسرة الرئيس السابق في سويسرا وفرنسا وبريطانيا وأمريكيا وغيرها قد تم التصرف فيها, فمن هذا الذي يستطيع أن يقنعنا أن جمال مبارك الذي عاش سنوات في لندن لا توجد له شقة واحدة في شوارعها مع أن الجميع كان يعرف أن لديه ممتلكات وأصولاًَ لم يكن أخرها هذا البيت الذي أهداه له عمر الزواوي مستشار السلطان قابوس في لندن منذ عدة سنوات.
لقد قال مبارك أنه سيتضح من الاجراءات المعمول بها أن عناصر ومصادر أرصدة وممتلكات ابنيه جمال وعلاء بعيدة عن شبهة استغلال النفوذ أو التربح بصورة غير مشروعة أو غير قانونية.
وهنا من حقنا أن نستاءل لماذا تحدث الرئيس السابق عن عدم وجود عقارات لنجليه بالخارج ولم ينكر وجود أرصدة مالية لهما, ثم ماهي تلك المبالغ, وماهي المصادر المشروعة التي يتحدث عنها الرئيس المخلوع.
لقد سبق وأن تقدمت ببلاغ إلي النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود وبلاغ آخر إلي المستشار عاصم الجوهري رئيس جهاز الكسب غير المشروع حول وجود 10 حسابات باسم علاء السيد 'هكذا كان اسمه بالبنك الأهلي فرع مصر الجديدة, وكان المقصود هو علاء محمد حسني مبارك به نحو 100 مليون جنيه و 8 حسابات باسم جمال مبارك بها حوالي 100 مليون جنيه و 12 حسابا باسم سوزان صالح ثابت 'حرم الرئيس السابق' بها نحو 25 مليون جنيه و 23 حسابا باسم الرئيس السابق, غير أن الأخطر في كل ذلك هو وجود حساب باسم مكتبة الاسكندرية, ثم اقامته من خلف ظهر لتلقي المنح والمعونات التي وصلت حتي تقدمي البلاغ إلي 145 مليون دولار.
لقد أعلن د. اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية أن المكتبة لا تعلم شيئاً عن هذا الحساب وأن الحساب الوحيد للمكتبة هو فقط في البنك التجاري الدولي وأنه لايجوز إقامة أي حساب آخر إلا بموافقة مجلس إدارة المكتبة.
إن الأخطر من كل ذلك يا سادة وهو ما اتضح خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة أن إدارة المكتبة عندما طلبت اعانة من الدولة تقدر بـ 5 مليارات دولار لاستكمال بعض الانشاءات وغيرها.
قام الرئيس المخلوع بتحويل المبلغ المطلوب من حساب مكتبة الاسكندرية الذي انشأه خلسة بمشاركة وزير المالية السابق يوسف بطرس غالي عبر البنك المركزي حتي لاتكتشف ادارة المكتبة وجود هذه المبالغ, وهو أمر لا يمثل خداعاً وتحايلاً فقط, وإنما يؤكد وجود نوايا حقيقة للسطو علي هذه المبالغ التي جاءت كمنح وتبرعات من الخارج لحساب مكتبة الاسكندرية ولم تكن إدارة مكتبة الإسكندرية تعلم عنها شيئاً.
إن عقارات وثروات نجلي الرئيس السابق بالداخل معروفة للكثيرين, يكفي القول هنا إن علاء مبارك وحده استطاع أن يجمع 120 مليون جنيه في اسابيع قليلة في حساب جمعية نجله محمد علاء مبارك ويكفي القول أنه يمتلك قصراً علي مساحة 50 فداناً في تقسيم عرابي, القيمة الاجمالية لاتقل عن 250 مليوناً من الجنيهات, وأنه يمتلك الدور العشرين في فندق الفورسيزون بالقاهرة, وأنه دفع فقط 50 مليون جنيه لاعادة تجهيزه, وأنه يمتلك قصراً في القطامية هايتس قيمته لاتقل عن 70 مليون جنيه, وأن لديه هو وشقيقه 20% من أسهم 'بالم هيلز' قدرت بنحو 4 مليارات جنيه, ناهيك عن العديد من الأسهم والمشاركات في البورصة والشركات وغيرها.
لقد أراد مبارك من وراء خطابه الذي تسلل إلي قناة العربية أن يبرأ ساحته وساحة أسرته وأن يطلق تهديداته باللجوء إلي القضاء لمحاسبة كل من تجاوزا في حقهم, وكنت اتمني منه أن يقول لنا رأيه بصراحة عن هذا الفساد الذي استشري في عهده, والذي أدي الكشف عنه حتي الآن عن حبس العديد من كبار رجالاته كان آخرهم أمس الأحد حبس رئيس الوزراء الاسبق أحمد نظيف والمتهم بإهدار المال العام وتسهيل الاستيلاء عليه في واحدة من القضايا والبقية تأتي..
إننا لا نريد منك اعتذاراً عن الفساد الذي استشري في عهدك وكنت أنت الذي تقود منظومته ولا نريد منك اعتذاراً عن قتل الشهداء وإصابة الآلاف من الجرحي, فكل هذا قاله القضاء ولن يتسامح المصريون فيه.
فقط نريدك أن تخجل وأن تصمت وأن تتوقف.
لقد طلب النائب العام من وزارة الداخلية أمس مثولك أنت وأفراد أسرتك للتحقيق خلال الأيام القليلة القادمة, وأعلن جهاز الكسب غير المشروع استدعاء نجلك جمال الذي رفض المثول, شأنه شأن صهرك مجدي راسخ الذي يحتمي بك في مستوطنة شرم الشيخ.
غير أن يد القانون حتما ستمتد, ومحاولات الضغط التي يقوم بها بعض حلفاؤك علي مصر لن تجدي وكلماتك التي بثتها قناة العربية وغيرها لن تزعزع إيمان المصريين بضرورة محاكمتك انت وكل من تورط من أسرتك ورجالك.
وإذا كنت تظن أن دماء الشهداء ستذهب سدي فأنت واهم.
وإذا كنت تظن أن فساد وخراب مصر الذي تم علي يديك ورجالك سينتهي إلي لا شيء, فأنت حتماً لا تعرف المصريين, ولا عنادهم في الدفاع عن حق الوطن, الذي اختصرته في اسمك, وجعلته نهيبة ومغنماً لك ولمن حولك من الفاسدين والمفسدين.

القوات المسلحة تشكل لجنة للتحقيق في تسرب خطاب مبارك للعربية
احباط محاولة لهروب سوزان وجمال مبارك
كلف المجلس الأعلي للقوات المسلحة لجنة من الجيش للتحقيق في كيفية تسرب شريط الكاسيت الذي تضمن خطاب الرئيس السابق حسني مبارك الأخير من داخل مقر إقامة الرئيس المخلوع إلي قناة العربية.
وأشارت المعلومات الأولية أن أحد رجال الحراسة الخاصة أو أحد العاملين بالمقر ربما يكون متورطاً في تهريب هذا الشريط إلي قناة العربية.
وقالت مصادر خاصة لـ'الأسبوع' إن الشريط لم يمر علي مكتب القاهرة, وأن مديرة المكتب رندة أبو العزم فوجئت كغيرها بإذاعة هذا الشريط الذي تم إذاعته بعد نحو الساعة من وصوله إلي دبي.
وأشارت المصادر إلي أن إدارة القناة حصلت علي الموافقة من جهة رسمية سعودية قبل إذاعة الشريط, خوفاً من ردود فعل الحكومة المصرية علي اذاعة الشريط الذي من شأنه إثارة القلاقل والتحريض علي زعزعة أمن البلاد.
وقد صدرت أمس الأحد تعليمات مشددة بتفتيش كافة العناصر المتعاملة مع الرئيس السابق وأسرته, كما تم تقليص اعداد السكرتارية الخاصة للرئيس السابق والطلب من اللواءين مصطفي شاهين وحسين محمد بالعودة إلي ممارسة مهامها بالقصر الجمهوري بالقاهرة وعدم مرافقة الرئيس السابق في شرم الشيخ بعد أن سبق وأن جري تكليفهما بذلك.
وكانت معلومات سابقة قد أشارت إلي قيام الاجهزة المختصة بشرم الشيخ بإحباط محاولة لهروب جمال مبارك ووالدته سوزان إلي الحدود السعودية عبر لنش بحري, وهي الحدود التي لا تبعد سوي خمس دقائق من شرم الشيخ إلي أول نقطة في هذه الحدود.
من جانب آخر تم ابلاغ الرئيس السابق وأفراد أسرته ظهر أمس بقرار النائب العام بمثولهم جميعاً أمام جهات النيابة العامة هذا الأسبوع علي أن يتم البدء بكل من سوزان وجمال وعلاء مبارك وذلك بتهم استغلال النفوذ والتعدي علي المال العام.
وكان مبارك قد أبلغ أمس عدم قدرته علي السفر والمثول أمام جهات التحقيق بالقاهرة طالبا التحقيق معه في شرم الشيخ, بزعم تدهور حالته الصحية, إلا أن النيابة العامة سوف تشكل لجنة طبية لتبيان مدي صحة ذلك من عدمه.
وأشارت المصادر إلي أن جهاز الكسب غير المشروع طلب للمرة الثانية استدعاء جمال مبارك للمثول أمام جهات التحقيق وفي حال الرفض سيتم إصدار أمر بالضبط والإحضار.

اقرأ وتأمل




■ «من ولى من أمر المسلمين شيئا فولّى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله»
حديث شريف.
■ «... لا يكفى حماية الفرد من طغيان الحاكم، وإنما ينبغى حمايته أيضا من طغيان الرأى العام والشعور السائد أو حمايته من ميل المجتمع إلى أن يفرض إرادته وأفكاره على الأفراد الذين يرفضونها، كذلك ينبغى حماية الفرد من محاولة إعاقة نموه، ومنع تكوين شخصيته الفردية التى لا تنسجم مع طرائق المجتمع، وإجبار جميع الشخصيات على أن تكيف نفسها مع النموذج الذى يعده المجتمع».
المفكر الأشهر جون ستيوارت ميل، ترجمة د. إمام عبدالفتاح إمام.
■ «الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم، ولا هو مهبط الوحى ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة... وإذا كانت الأمة هى التى نصبته، فالأمة هى صاحبة الحق فى السيطرة عليه، وهى التى تخلعه، متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدنى من جميع الوجوه».
الإمام محمد عبده من رسالته (الإسلام والنصرانية).
■ «الخليفة أو الحاكم المسلم ليس مطلق السلطة يملك جميع السلطات كما يزعم البعض... الخليفة كأى حاكم فى الإسلام ليس ممثلا للسلطة الإلهية وهو لا يستمد سلطانه من السيادة الإلهية، وإنما هو يمثل الأمة التى اختارته، ويستمد منها سلطته المحدودة.. فالحق فى التشريع أصبح بعد انقطاع الوحى وديعة فى يد الأمة، لا فى يد الطغاة من الحكام والملوك.. فالخليفة فى الإسلام لا يمكن أن يعطى لنفسه حق التعبير عن الإرادة الإلهية».
الدكتور عبدالرازق السنهورى من دراسته عن (فقه الخلافة وتطورها).
■ «جرى العرف على أن يؤم الأمير المسلمين فى صلاة الجمعة، ومن المفارقات التى حدثت فى هذا الصدد ما حدث فى زمن خلافة المأمون، إذ كان هناك نصرانى يدعى (بكام) من أثرياء بورة من أعمال مصر، كانت له صلة بالحكم فى الإقليم، كان إذا جاء يوم الجمعة لبس السواد وتقلد السيف وشد حوله المنطقة وامتطى حصانه ومضى إلى الجامع وبين يديه رجاله، حتى إذا بلغ باب المسجد وقف وأنفذ رسولا مسلما من قبله دخل الجامع وصلى بالناس وصاحبنا على حاله واقف بالباب».
آدم ميتز، الحضارة الإسلامية فى القرن الرابع الهجرى، نقلا عن (مواطنون لا ذميون) فهمى هويدى.
■ «اجتماع القوة والأمانة فى الناس قليل ولهذا كان عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، يقول اللهم أشكو إليك جَلَد الفاجر وعجز الثقة، فالواجب فى كل ولاية الأصلح بحسبها، فإذا تعيّن رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة، قُدِّم أنفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضررا فيها، فيُقدّم فى إمارة الحروب الرجل القوى الشجاع، وإن كان فيه فجور فيُقدّم على الضعيف العاجز وإن كان أمينا، كما سُئِل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجلين يكونان أميرين فى الغزو، وأحدهما فاجر قوى والآخر صالح ضعيف، مع أيهما يُغزى فقال أما الفاجر القوى فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه، وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه، وضعفه على المسلمين».
شيخ الإسلام ابن تيمية من كتابه (السياسة الشرعية فى إصلاح الراعى والرعية) الفصل الثالث.
■ «إن النصر الإقليمى على المغلوبين يؤدى أحيانا إلى تحالف طبقى على صعيد أوسع من الحدود الإقليمية ضد قوى الثورة التى يفترض أن هذا النصر يدعمها، وإن الأحزاب الرجعية التى كانت قد توارت تستطيع العودة من جديد بأسماء قديمة أو جديدة، وإن المظاهرات الشعبية التى يساء توقيتها وتنظيمها وقيادتها يمكن أن تؤدى إلى انكسار طويل المدى، وإن النظام الرجعى الجديد سوف يكرس نفسه فى مؤسسات تشريعية راسخة رغم تعدد الحكومات.. إن سقوط نظام الحكم لا يعنى تلقائيا سقوط الثقافة، كما أن نهضة النظام الحاكم لا ترادف نهضة الثقافة، تاريخنا الحديث فى مصر المعاصرة عرف أكثر من نهضة وسقوط فى المرحلة الواحدة.. كما أن التعبيرات المؤسسية السياسية كالأحزاب لم تكن تجسيدا ثقافيا لمستوى الفكر والوعى على الدوام، بل وقعت المفارقات كدعم مثقفى الصفوة الأرستقراطية لديمقراطية التعبير وتقديس العقل، ورضوخ أو مسايرة زعماء الأغلبية للوعى الناقص عند الجماهير والوقوف بالتالى مواقف متخاذلة أو معادية لحرية الفكر والعقل والفن».
غالى شكرى، الثورة المضادة فى مصر، كتاب الأهالى ط 1987.
■ هجا الشاعر الفرزدق الطاغية العربى الشهير الحجاج بن يوسف بعد أن مدحه فقيل له: كيف تهجوه وقد مدحته؟! فقال: «نكون مع الواحد منهم ما كان الله معه، فإذا تخلى الله عنه انقلبنا عليه».
■ «حتى الديمقراطية تدمر نفسها بنفسها عندما تصل إلى حدها الأقصى فتنقلب إلى فوضى، وبدلا من أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، نرى حكم الجماهير أو الغوغاء الذى هو بحر هائج يتعذر على سفينة الدولة السير فيه، لأن كل ريح من خطابة أو شعوذة من جانب الخطباء تحرك المياه وتعطل طريق السير، وتكون النتيجة أن يقفز الطاغية إلى كرسى الحكم لكى ينقذ البلاد من الفوضى. وهكذا تنشأ الحكومة الاستبدادية، فيما يرى أفلاطون، من الحكومة الديمقراطية المسرفة فى حريتها لحد الفوضى، أى أن التطرف فى الحرية يُولِّد أفظع أنواع الطغيان، ويظهر وسط هذه الفوضى من يؤيده الناس قائدا عليهم ونصيرا لهم، ويضفى عليه الشعب قوة متزايدة، وسلطانا هائلا».
الدكتور إمام عبدالفتاح إمام من كتابه الرائع «الطاغية».
■ «روى الطبرى فى تاريخه: قال عمر بن الخطاب: لن يعجز الناس أن يُولّوا رجلا منهم، فإن استقام تبعوه، وإن جَنَف (انحرف) قتلوه، فاعترض عليه أحدهم: ما عليك لو قلت إن تعوّج عزلوه، فقال: لا، القتل أنكل لمن بعده. يريد أنه أشد ردعا لغيره من الحكام».
هادى العلوى من كتابه (محطات فى التاريخ والتراث).

الأحد، 10 أبريل 2011

بقلم: طاهر أبو زيد
taher-abu-zaid

كلمة شرف

 لو كان حرص الدكتور عصام شرف ــ رئيس الوزراء ــ على تنفيذ مطالب الثورة بنفس حرصه على استئناف الدورى الممتاز لما عادت الجموع إلى ميدان التحرير يوم الجمعة الماضى.. وما تشكك أحد فى نوايا حكومة تسيير الأعمال.. وما تخوف أحد على مستقبل وطن ما زال فى طور النقاهة بعد جراحة بتر النظام العصابى من جسد هذه الأمة.. لكن ما يحدث الآن هو موقف خطير من رجل كنا نظنه من الثائرين.. بعدما جاء إلى الميدان عقب توليه رئاسة الوزارة.. وقال بالحرف الواحد.. إنْ لم أحقق مطالب الثورة سأعود وأقف معكم فى الميدان من جديد.. وها أنا اقولها لك يا دكتور.. آن الأوان لكى تعود إلى صفوف المتظاهرين وتقول لهم حقيقة ما يدور.. تقول إنْ كانت هناك ضغوط تمارس عليك.. أم لا؟!.. إن كان هناك من يعيق عملك ويحد من سلطاتك.. أم لا؟!.. أو أن تبقى فى المنطقة الرمادية وتتحمل أوزار الالتفاف على الثورة والثوار!!

يا دكتور سمعت ما قلته من مبررات من أجل استئناف الدورى.. وعرفت أنك اجتمعت واستمعت للثنائى (حسن صقر وسمير زاهر).. اتسمع لرجلين من النظام السابق.. اتسلمهم سمعك وبصرك وعقلك.. وأنت تعلم أن كليهما كان أداة فى يد الأسرة الحاكمة السابقة ووسيلة إلهاء وتغييب.. أتسمع لرجلين كانا من المفترض طردهما وليس استقبالهما فى مكتبك.. أتمنحهما حق البقاء وأنت تدرك أن الشعب المصرى يرفضهما وكل من على شاكلتهما.. إن ذلك لشىء عجاب!!

يارئيس الوزراء إن كنت اقتنعت بكلامهما عن أن كرة القدم فى مصر صناعة ومرتبط بها أرزاق الكثير وأنها وسيلة لإعادة الأمن والأمان ورسالة مهمة تساعد الاقتصاد المصرى وتعيد الاستثمارات الخارجية وتدعم السياحة.. فأنا أقول لك رأيى المتواضع.

يا دكتور (رأس المال جبان) والمستثمرون ليسوا أغبياء كى يعودوا بأموالهم لمجرد ان مباريات الدورى تقام بشكل منتظم.. فالعالم قرية صغيرة يعرف فيها أهل الغرب ما يجرى فى الشرق بمجرد الضغط على زر هاتف أو تليفزيون أو حاسوب (وأنت أعلم بهذا أكثر منى).

إن عودة الدورى خدعة كبيرة قد تحقق اهداف الثورة المضادة.. وبدلا من ان يصبح وسيلة لإعادة الأمن والأمان والترويج للاقتصاد والسياحة.. سيكون بلاء على الوطن إذا ما تكررت احدث لقاء الزمالك والأفريقى.. وهذا أمر وارد اذا ما وضع فى الاعتبار أن كل مباراة ستكون قنبلة موقوتة.. ورجال الأمن لن يقوموا بدورهم من الأساس داخل الملعب لأنهم يعلمون أنهم هدف من جانب الغاضبين كما حدث فى مواقف كثيرة.. والدليل على ذلك أن اتحاد الكرة نفسه أرسل إلى كل نادٍ يطالبه بأن يكون لديه أمن خاص يتولى تفتيش الجماهير وتأمين المباريات.. فأين أمن الداخلية.. إذن?!

يا دكتور شرف أنت ملزم أمام (الله والشعب) بتنفيذ مطالب الثورة وليس استئناف الدورى.. أنت مطالب بمحاكمة الفاسدين وقتلة الشهداء وملاحقة أعضاء الحزب الفاسد وعملاء أمن الدولة.. أنت مطالب بإقالة المحافظين الفاسدين وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات.. مطالب بابعاد رؤساء ومديرى البنوك الذين سهّلوا استيلاء عصابة النظام السابق على أموال المصريين.. مطالب بحل المحليات التى تعج بمحترفى تزوير الانتخابات.. ومطالب أيضا بأن تكون المحاكمات سريعة وحاسمة.. لأن كل تباطؤ يعنى التواطؤ.. ومن غير المقبول أن يحاكم شخص غلبان بتهمة البلطجة أو السرقة فى محاكمة عسكرية فى ساعات معدودة.. بينما زعماء البلطجة السياسية والاقتصادية الذين أفسدوا الحياة وسرقوا المليارات يحاكمون فى محاكم مدنية يطول الشرح فيها.

إن الشعب يريد محاكمة الفاسدين جميعا الآن وليس الغد.. فمن غير المنطقى أن يترك رجال النظام السابق أكثر من شهرين دون أى قيود قضائية.. ألم تعلم يا دكتور شرف إن تلك المساحة الزمنية الكبيرة مكّنتهم من تهريب الأموال وإخفاء الحقائق.. أم أن هذا لا يعنيك.. إن كنت تريد خيرا لهذا الوطن فعليك أن تتيقظ لكل من حولك.. وأقربهم الدكتور يحيى الجمل الذى لا أدرى على أى أساس بقى فى مكانه بعد تغيير الوزارة.. وما هو دوره.. إن كنت بالفعل ثائرا حقا فلا تدع هؤلاء يلوثون صحيفتك البيضاء ولا تدع هؤلاء يبعدوك عن مطاردة رموز النظام السابق الباقين فى أهم المناصب ومنها الرياضية على وجه الخصوص.. فى المجلس القومى واتحاد الكرة.. والأندية.. وإلا فبأى حديث نصدق.. وإلى متى نسمع ونطيع.. ألم تقل للشعب.. كلمة شرف؟!

عائدون إلى مصر



بقلم: فهمي هويدي
 
fahmy howaidy

عائدون إلى مصر

 حين تصالح الجماعة الإسلامية المجتمع المصرى بمسلميه ومسيحييه ونظامه، فماذا علينا أن نفعل؟ أغلب الظن أن البعض منا سيسارع إلى القول بأنهم يمكرون. ويبطنون غير ما يظهرون، مدعين أن تلك الكائنات التى تربت على العنف ومارسته ليس من السهل عليها أن تتخلى عنه. فى ذات الوقت سنجد من يقول إنهم ماداموا قد مدوا أيديهم إلى المصالحة والمصافحة، فلماذا لا يمد المجتمع يديه إليهم، ليعينهم على الالتزام بالنهج الذى أعلنوه، ويحاسبهم عليه.

وللتذكرة والعلم فقط. فإن نواة «الجماعة» ظهرت فى جامعة القاهرة فى مستهل سبعينيات القرن الماضى، لكنها نمت وترعرعت فى أسيوط بعد ذلك، وكان عنفها فكريا فى البداية، ثم اتجهت إلى العنف المسلح بعد، قتل اثنين من أعضائها برصاص الشرطة. وتحالفت مع جماعة الجهاد التى اعتنقت من البداية فكرة التغيير بالقوة والسلاح، واشتركت الجماعتان فى قتل الرئيس السادات وفى حوادث إرهابية أخرى. ومنذ ذلك الحين (عام 1981) ظل أعضاؤها فى السجون، فى حين لجأ بعضهم إلى أفغانستان وباكستان والبوسنة وبلدان أخرى. وبعد الثورة أطلق سراح أغلب المسجونين منهم. فى حين عادت من الخارج أعداد أخرى. وخلال فترة السجن راجعوا بعض أفكارهم وعدلوا عنها، خصوصا ما تعلق منها بفكرة التغيير بالقوة وبالموقف من الأقباط. وظهرت تلك المراجعات فى ستة كتب منشورة، توافق أغلب قادة الحركة على مضمونها.

يوم الجمعة الماضى (8 /4) عقدت الجماعة أول مؤتمر علنى لها وسط أعمدة المعبد الفرعونى فى الأقصر، ونقلت صحف السبت 9/4 مقتطفات من كلمات قادتها، التى عبروا فيها عن تمسكهم بنبذ العنف واحترام الأقباط ودعوة جميع المصريين إلى التكاتف والحفاظ على مكتسبات الثورة. كما رفضوا فكرة تكفير الآخرين واستهجنوا هدم الكنائس والأضرحة ودعوا إلى تشجيع السياحة وجذب الاستثمار. وهو ما سمى بعهد «الأمان»، الذى يشمل الجميع من المصريين (مسلمين وأقباطا) وأجانب أيضا.

هذا الكلام فى ظاهره يبعث على الارتياح. صحيح أنه يستقيم إلى حد كبير مع الإطار العريض للمراجعات التى سبق نشرها وإعلانها، إلا أنه يكتسب أهمية خاصة من كونه أعلن على الملأ بعد خروج قادة الحركة من السجون. لأن صدور المراجعات وهم رهن الحبس فتح الباب للشك فى أنهم ربما كانوا تحت ضغط الظروف البائسة التى أرادوا الخروج منها بأى ثمن، ولكن الالتزام بذات الأفكار بعد إطلاق سراحهم يعد قرينة ترجح جدية اقتناعهم بتصويب أفكارهم.

أدرى أنه ليس هناك إجماع على التصويبات والمراجعات التى تمت، وذلك لا ينبغى أن يقلقنا كثيرا، حيث يكفينا فى الوقت الراهن أن يكون ذلك رأى الأغلبية، أما الذين لايزالون على تشددهم فكونهم أقلية لا يزعجنا، ثم إن الباب يظل مفتوحا أمامهم لكى يلتحقوا فيما بعد بمن سبقهم.

لن نعدم قائلا يقول إنها «مناورة» لتحسين الصورة واكتساب الشرعية. كما أننى لست أشك فى أن البعض سينظرون بامتعاض إلى موقف التصالح مع المجتمع الذى أعلنه قادة الجماعة. ذلك أن بيننا من تمنى أن تظل الجماعة على تطرفها، لأن ذلك يهدى إليهم حجة كافية للتنديد بما يسمونه «إرهابا إسلاميا» ومن ثم استمرار تخويفهم من «المتأسلمين» الأشرار الذين يرتدى بعضهم أقنعة المعتدلين، وهؤلاء يعتبرون أن الاعتدال هو الخطر الحقيقى الذى يتهددهم. لأنه يكذب حجتهم وزيف دعاواهم.

لا يستطيع أحد أن يزايد علىَّ فى نقد فكر العنف والمفاصلة الذى تبنته الجماعة الإسلامية طوال أكثر من ثلاثين عاما. وربما يذكر البعض أننى لم أعلق على المراجعات التى أصدرها قادتهم فى أثناء محبسهم لشكى فى الظروف التى حملتهم على ذلك، ولعلمى بأن ضباط أمن الدولة كان لهم دور فى رعاية ذلك الاتجاه. ولكن حين يعلن قادة الجماعة عن موقفهم الذى سبقت الإشارة إليه أمام الملأ وبعد أن استردوا حريتهم، فإننا ينبغى أن نرحب بذلك ونزكيه. باعتبارهم عادوا أخيرا إلى حضن مصر. ذلك أننى واحد ممن يقتنعون بأن الجهر بالأفكار يدفع أصحابها إلى الإقلال من الغلو والتحسب لردود الأفعال ومراعاة الصدى لدى الرأى العام، كما أن الممارسة واختبار الأفكار فى الواقع يفتحان الباب لإمكانية تطويرها وإنضاجها. وهى ليست قناعة شخصية وحسب، لكنها خبرة التاريخ ودرسه أيضا.

لست أدعو إلى الترحيب وإغماض الأعين، وإنما إلى الترحيب الحذر الذى يشجع على المضى فى مصالحة المجتمع والإسهام فى أن تصبح الجماعة رافعة تسهم فى النهوض به، وليس معولا يسعى إلى النيل منه. علما بأن الذين يصرون على أن الجميع متأسلمون لا خير فيهم، إنما يريدون إقناعنا بأن إبادتهم هى الحل، لكى يخربوها ويجلسوا على تلها!

مبارك أمام جهاز الكسب خلال أيام

مبارك أمام جهاز الكسب خلال أيام


مصطفي بكري
مصطفي بكري
أكد المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع عدم وجود أي محاذير تمنع التحقيق مع الرئيس السابق حسني مبارك أو أي من أفراد أسرته في البلاغات المقدمة ضدهم إلي جهاز الكسب غير المشروع حول تضخم ثرواتهم بطرق غير مشروعة، وقال إن التحقيقات مع الرئيس السابق وأسرته ستبدأ قريبا ونفي المستشار الجوهري في تصريحات خاصة لـ'الاسبوع' ما تردد من وجود شرط في وثيقة التنحي عن الحكم يقضي بعدم ملاحقة الرئيس السابق قضائياً، وقال إن أحدا لم يطلب ذلك وأنه لاسلطان علي القضاء وأن التحقيقات تجري بنزاهة وبعيداً عن تدخلات من أي جهات بعينها.
وأشار رئيس جهاز الكسب غير المشروع إلي أن التحقيقات في البلاغ المقدم بخصوص مكتبة الاسكندرية قد أوشكت علي الانتهاء وأن الجهاز لايزال يستمع إلي أقوال بعض من وردت اسماؤهم في التحقيقات، مشيراً إلي أن الاجهزة الرقابية قدمت العديد من التقارير حول هذا الحساب وحول ممتلكات وثروات الرئيس السابق وأسرته بالداخل، وأنه سيتم بعدها التحقيق مع الرئيس السابق وآخرين.
وأكد المستشار الجوهري أن إقرارات الذمة المالية للرئيس السابق موجودة بأكملها داخل الجهاز وحتي اقرار نهاية الخدمة الذي تقدم به بعد التنحي وأن الجهاز يفحص حالياً هذه الإقرارات مقارنة بالممتلكات.
ونفي المستشار الجوهري أن يكون الجهاز قد حقق مع الرئيس السابق وقال إننا نواصل التحقيقات مع ضباط الجهات الرقابية تمهيداً لمواجهة الرئيس السابق وأي من أفراد أسرته بهذه التقارير وأشار رئيس جهاز الكسب إلي أن التحقيقات مع الرئيس السابق لن تنتظر تقارير ثروته بالخارج، ولكن التحقيقات ستبدأ معه حول البلاغات المقدمة بالداخل في ضوء التقارير والتحريات والمستندات المقدمة، ثم بعد ذلك يمكن مواصلة التحقيقات معه حول التقارير التي سوف تقدم حول ثروته بالخارج ومصادرها.
وأكد المستشار الجوهري أنه لا أحد فوق القانون وأن التحريات حول ثروات كل من د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق وصفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق ود. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية قد وصلت في معظمها إلي الجهاز تمهيداً لبدء التحقيقات معهم.
وقال المستشار الجوهري إن اللجنة المكلفة بالسفر للخارج لمتابعة ثروة الرئيس السابق وأسرته وآخرين ستكون لها كافة الصلاحيات والاتصالات بالجهات المعنية لمتابعة حركة الأموال والثروة الخاصة بهم قبل التنحي وحتي آخر يوم لعمل اللجنة.
ونفي رئيس جهاز الكسب غير المشروع ما تردد عن قيام جهاز الكسب غير المشروع باعادة بعض الخطابات إلي النيابة العامة حول ثروات عدد من المسئولين لكونها غير مختومة.
وقال إن ما نشر من معلومات في هذا الصدد هو معلومات غير صحيحة وحول موقف الدول الأوربية من إعادة أموال الرئيس السابق وأسرته ورموز النظام، قال مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع: 'إننا نواصل الاتصالات في هذا الصدد وقد جري تشكيل لجنة لمتابعة هذه الأموال في الخارج، وان رئيس هيئة قضايا الدولة سوف يتولي التعاقد مع المكاتب الدولية المساعدة والمعنية بهذا الأمر'.
واشار المستشار الجوهري إلي أن اللجنة سوف تتبع الأموال في كافة المناطق.
وحول الموقف البريطاني أكد المستشار الجوهري أن بريطانيا لم تكتف بتجميد الأموال ولكنها قررت عقوبة جنائية بالسجن 3 سنوات لكل من يخالف القرار.
وكان المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد أكد في بيان اصدره السبت الماضي سرعة تطبيق القانون وملاحقة الفساد والمفسدين واستعادة أموال الدولة المنهوبة بطرق غير مشروعة.

عتاب من القوات المسلحة!!
من حق القوات المسلحة أن تعتب، وأن تبعث إلي الشعب وإلي الثوّار برسالة فيها العتب والعشم.. أما نحن فلا نملك إلا أن نؤكد الاحترام والتقدير لدور القوات المسلحة في حماية الثورة وحماية الوطن.
في تصريح أدلي به لجريدة الشروق قال اللواء ممدوح شاهين - عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة - معاتبا الشعب: 'هل يعقل أنه لا توجد كلمة شكر واحدة لكل ما يقوم به الجيش حتي الآن؟!، وهل يظل الأمر فقط مقصورًا علي الانتقاد الدائم لكل الخطوات التي تمت والتي كان الهدف منها تنفيذ كل مطالب الثورة؟!'.
لقد شعرت بالمرارة من وراء كلمات اللواء ممدوح شاهين وهي مرارة شعرت بها أيضًا من خلال لقاءات جرت مع بعض أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة، خاصة مع انطلاق بعض الهتافات التي تحمّل القوات المسلحة مسئولية بعض ما يحدث.
والحقيقة أن الشعب المصري بأسره وجميع القوي الثورية عبرت أكثر من مرة عن تقديرها لدور القوات المسلحة في حماية الثورة وتفهم مطالبها ورفض التحريض عليها، وهي كلها أمور لقيت استحسانًا، بل تقديرًا من كل فئات وشرائح الشعب المصري.
نعم ندرك أن تفاصيل ما جري خلال الـ48 ساعة التي سبقت قرار التنحي كانت مثيرة، وأن المشير وأعضاء المجلس الأعلي رفضوا وبكل جرأة تنفيذ أوامر الرئيس السابق بضرب المتظاهرين وقمع الثورة الشعبية.
كانت كلمات المشير في مواجهة الرئيس الراحل واضحة: 'لا خيار أمامك سوي الرحيل'، وكان المشير وأعضاء المجلس الأعلي يقفون في جانب وكان الرئيس الراحل وكل رجالات النظام السابق يقفون في جانب آخر.
لقد انحازت قواتنا المسلحة لخيار الشعب، وفتحت الطريق أمام الحق في التظاهر السلمي، وقامت بحماية الزحف الشعبي إلي القصر الجمهوري، بل إن المشير أصدر أوامره للحرس الجمهوري بإزالة الأسلاك الشائكة التي وُضعت قبيل الوصول إلي كلية البنات وقال لقائد الحرس: 'دعهم كي يسمع أصوات الشعب' بل إنه أمسك بسلاح أحد جنود الحرس، وعندما تأكد أن السلاح يحتوي علي ذخيرة حية، أصدر تعليماته علي الفور بسحب الذخيرة الحية ووضع ذخيرة صوتية بدلاً منها.
ومع توالي الأحداث عبرت جماهير الثورة عن مطالبها، وكان في مقدمة هذه المطالب: محاكمة الرئيس الراحل والمتورطين من أسرته، ومحاكمة رموز النظام الأساسيين صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي.
لقد شعر المواطنون بأن الأيام تمر سريعاً، وأبدوا تخوفهم من إجهاض مسيرة الثورة وأهدافها، وطالبوا الجهات القضائية بالتدخل الحاسم والسريع لإنهاء هذه الملفات فوراً.
كان البعض يري أن مصر تعيش مرحلة الثورة، وأنه لابد من اتخاذ إجراءات ثورية لمحاكمة المتورطين في الفساد السياسي والاقتصادي والأمني، غير أن أصحاب وجهة النظر التي دعت إلي إعمال القانون المدني انتصرت علي ما عداها، ولكن بقي من حق الناس أن تتساءل: إلي متي؟
نحن لدينا ثقة كبيرة في النيابة العامة وفي القضاء المصري العادل والنزيه، لكن الناس تتخوف من أن تمضي الأيام دون ملاحقة كل من ارتكب جريمة في حق هذا الوطن.
والناس قلقة أيضًا من الثورة المضادة وبقاء المجالس المحلية علي حالها، خاصة أن الكل يدرك أن الكثير من عناصر هذه المجالس - إن لم يكن 99% منها - ينتمون للحزب الحاكم، وحتمًا سيكون لهم دورهم المؤثر في الانتخابات المقبلة.
إننا علي يقين من أن القوات المسلحة هي ملاذنا الدائم وأن أحدًا لا يستطيع أن يزايد عليها، ونثق في أن المجلس الأعلي يريد تقصير فترة قيادته للأمور في البلاد، لكننا في الوقت ذاته أيضا نتمني المزيد من الخطوات لتطهير الحياة السياسية وتطهير البلاد من الفساد الذي استشري في أنحاء البلاد علي مدي العقود الثلاثة الماضية.

المؤامـرة علي ليـبيا
أصيب الإعلام العربي والأجنبي بالحول، إنه يرفض بث مشاهد الموت والدمار الذي ترتكبه قوات التحالف الأمريكي والغربي ضد ليبيا الشقيقة.. إن من يتابع التليفزيون الليبي سوف يصاب بصدمة جراء مشاهد قتل الأطفال والنساء والشيوخ داخل طرابلس وغيرها من المدن، بفعل صواريخ كروز الموجهة وبفعل القنابل المحرمة دوليًا التي تقذفها الطائرات المعادية التي سيطرت علي أجواء ليبيا من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب.
إننا ندين العمليات التي قامت بها القوات الليبية ضد المتظاهرين في بنغازي والعديد من المدن الليبية ولكننا في الوقت نفسه نتساءل عن معني هذا الصمت المريب إزاء المؤامرة علي ليبيا الشقيقة وعلي أهلها الذين أضحوا ينتظرون الموت القادم من الجو والبحر علي يد هؤلاء القتلة المجرمين.
لقد وقفنا منذ اليوم الأول مع الثورة ورفضنا الجرائم التي ارتكبت ضد المتظاهرين والآمنين، واعتقد أن كل عربي شريف لابد أن يدين هذا العدوان الإجرامي بكل قوة وإلا صدقنا أن أمريكا وأذنابها يريدون الحرية ويساعدون الثوَّار.
لو كان هؤلاء القتلة صادقين لدافعوا عن المدنيين الذين يموتون في غزة بفعل آلة القتل الإسرائيلية، إنهم لم يفرضوا حظرًا، ولم يمدوا أهالي غزة بالسلاح، ولم يجرءوا حتي علي إدانة السلوك الإجرامي الإسرائيلي.
إن الجامعة العربية تتحمل مسئولية كبري بتواطئها علي ما يجري وصمتها أمام الدماء الزكية التي تسيل علي أرض ليبيا العربية.
إن حوارًا بين الثوار والنظام يجب أن ينشأ فورًا علي قاعدة تحقيق الديمقراطية والإصلاح الشامل في البلاد.. يجب أن تتحرك الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي لوقف القتال فورًا بين أبناء الشعب الليبي والجلوس إلي مائدة التفاوض بين الطرفين.
أما إذا ظل الصمت والتواطؤ مستمرين، فثقوا أن أمريكا وحلفاءها هم فقط المستفيدون وأنه لن يكون هناك مكان للثوَّار، بل للعملاء فقط، فسيناريو العراق جاهز للتكرار.
إن أطفال ليبيا وأبناء ليبيا الذين يموتون هم أهلنا وأبناؤنا، ولذلك لابد من حل عاجل وسريع، لا تفرحوا بانهيار ليبيا واستمرار الحرب الأهلية علي أراضيها، فغدا ستدفعون الثمن غاليًا، وسيبقي المستفيد الوحيد هو هؤلاء الذين يبحثون عن أقصر الطرق للسيطرة علي النفط وإذلال الشعوب.

تدمير سمعة مصر
ما حدث يوم السبت الماضي كان فضيحة بمعني الكلمة، وتصرف لا يعبر اطلاقًا عن روح الثورة والتغيير الذي تشهده البلاد منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي، لقد تدافع جمهور غفير من المصريين ليقتحم ساحة الملعب ويثير الخوف والفزع بين الحكام واللاعبين، وليصيب بعض أعضاء الفريق التونسي.
كانت مأساة شاهدها المصريون بل والعالم علي الهواء مباشرة، مأساة اثارت استياءً واسعًا في كافة الأوساط، وعبرت عن أن هناك من يسعي عن عمد إلي إشاعة الفوضي في هذا البلد وإحداث حالة من الخوف والترويع، حتي يقول هؤلاء للعالم ها هي مصر بعد الثورة، انفلات وانهيار وفوضي!!
لقد قال رئيس الوزراء د. عصام شرف انه سيبحث مع رئيس المجلس القومي للرياضة إيقاف بطولة الدوري العام، لأنه لا يصح تعريض الناس للخوف والترويع، وان ما حدث يمثل إهانة للشعب المصري، واصفًا من نزلوا إلي ملعب المباراة بالبلطجية، وطلب من اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية التحقيق في الحادث والذي لا يجب ان يمر مرور الكرام.
وإذا كنا نثق في ان د. عصام شرف واللواء العيسوي والمجلس العسكري لن يتوانوا عن التحقيق ومحاكمة بعض المتورطين، لكن يبقي السؤال عن دلالة ما حدث وإلي متي سيظل ذلك.
في ميدان التحرير الجمعة الماضي قام البعض بمطاردة الفضائيات المصرية والخاصة، وكذلك كاميرات التليفزيون المصري، بل واعتدوا علي بعضهم وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا من الثوار، وقبل ذلك هناك عناصر تتعمد الإساءة للثورة وارتكاب تصرفات تثير الناس ضد الثوار، بل ان عناصر تنتمي للحزب الحاكم وأخري كانت تقف دومًا مع الفساد والفاسدين راحت ترتدي عباءة الثورة وتتحدث باسم الثوار بل وتطلب بنصيبها في الحوار الوطني، حتي بدا الأمر وكأن هناك محاولات لخطف الثورة من أصحابها الحقيقيين وبدأنا نري وجوهًا تطل من وسائل الإعلام المختلفة لتصدر الأحكام، وتتحدث بلغة لم نعهدها فيهم من قبل.
بل إن الأمر يصل إلي درجة ان رموز التطبيع مع العدو الصهيوني والذين ظلوا لسنوات منبوذين من الشارع المصري لدعوتهم إلي التدخل الأمريكي والزحف علي أبواب واشنطن أصبحوا هم أيضًا من ثوار العهد الجديد، وأضحوا يحملون مواقفهم المشبوهة للثورة والثورة منهم براء. ان هؤلاء أخطر علي الثورة من أعدائها المعروفين، هؤلاء الذين راحوا يهيلون الثري علي كل شيء، ويفتعلون الأزمات والخلافات يريدون قطعًا أن يدفعوا بالثورة إلي مناطق أخري بعيدًا عن الأهداف النضالية في تحقيق الاصلاح ومكافحة الفساد وجر الثوار إلي خلافات لا طائل وراءها، ولا هدف سوي القضاء علي الثورة نفسها. لقد تعهد الثوار بأن تبقي الثورة مستمرة، وألا تتراجع عن أهدافها غير أن الثورة المضادة تريد أن تقطع الطريق علي الثوار والقوي الوطنية باسم الثورة ذاتها، وهذا هو الخطر والتحدي الحقيقي الذي يواجه الثورة والمجتمع الذي احتضن الثوار منذ اليوم الأول.
هؤلاء يسعون إلي السيطرة علي البرلمان، لتكون لهم الغلبة والأغلبية، ظنًا منهم انهم سيتمكنون من إعادة عقارب الساعة إلي الوراء، وفرض أجندة الديكتاتورية والتخلف والفساد من جديد، ولكن هذه المرة باسم الديمقراطية ونزاهة الانتخابات وخيار الشعب، لكل ذلك بدأوا منذ اليوم الأول لانتصار الثورة في إحداث حالة متعمدة من الترويع والانفلات الأمني وتخريب المؤسسات.
وهي الحالة التي رصد بعضًا من فصولها تقرير لجنة تقصي الحقائق وقتل المتظاهرين. ان خيار الفوضي يعني تدمير الوطن، واستمرار الانفلات يعني انهيار الدولة، وإفلاس المؤسسات الاقتصادية، وساعتها علينا ان ننتظر ثورة الجوع التي لن تبقي ولن تذر. إن المطلوب هو حوار وطني حقيقي بين كافة القوي الثورية والوطنية لاصدار إعلان موحد يلزم الجميع ويضع التصورات المستقبلية وآليات الحلول والمواجهة وليس أمامنا من خيار بديل.. لأن البديل الآخر هو الانهيار والفوضي!!

كلمات قصيرة
> جاء اختيار السيدة نهال كمال رئيسا للتليفزيون بعد فترة كبيرة تعرضت فيها للظلم ليؤكد أن باب العدالة بدأ يفتح علي مصراعيه.
ونهال كمال ليست فقط مذيعة قديرة لكنها تملك مخزونا من الكفاءة والقيم كفيلاً بأن يدفعها لإحداث حالة نهوض بالتليفزيون ولكن شريطة إبعاد شلة الفساد والإفساد والتي تبقي مهمتها الدائمة تشويه أي مسئول والإساءة إليه.
مبروك للتليفزيون هذا الاختيار الذي جاء بعد وقت طويل ولكنه جاء أيضا في اللحظة المناسبة.
> اختيار الأستاذ إبراهيم الصياد رئيسا لقطاع الأخبار هو اختيار موفق، فالصياد معروف بنزاهته واستقامته وكفاءته.
أمضي زهرة شبابه في العمل بقطاع الأخبار ولعب دوراً مهماً في تطوير القطاع ولذلك فإن اختياره أحدث صدي إيجابياً كبيراً داخل جميع الأوساط سواء داخل التليفزيون أو خارجه.
إن مشكلات قطاع الأخبار عديدة وغياب العدل بين أبناء القطاع كان محل شكوي من الجميع وتفاوت الرواتب أمر يجب وقفه وإنهاؤه لكل ذلك تبقي المهمة كبيرة علي إبراهيم الصياد وأظن أنه قادر عليها.
> أحدث التحقيق الذي أجرته الزميلة نجوي طنطاوي نائب رئيس تحرير 'الأسبوع' حول وقائع ما جري في 'صول' بأطفيح ردود فعل عديدة أشاد فيها الجميع بالمعالجة الموضوعية والكفاءة المهنية ومصداقية القلم التي تعد واحدة من سمات الزميلة نجوي طنطاوي التي ضربت المثل في النزاهة طيلة حياتها الصحفية.
ونجوي طنطاوي لم تكن أبداً غريبة عن الصف وأطفيح فهي أول من فجَّر قضية زراعة محاصيل الفاكهة والخضراوات بمياه الصرف الصحي قبل قيام عدد من الزملاء بالصحف الأخري بالحديث عن هذا الموضوع بنحو ثلاث سنوات فكانت نموذجا للأداء المهني الرفيع الذي عبر من ميدان الحدث عن مأساة ملايين المواطنين.
> تعليقات المواطنين علي قانون الأحزاب الجديد.. لقد أزال القانون العقبة القانونية التي كانت تحول دون الترخيص للحزب، لكنه وضع عقبة مادية بنشر أسماء المؤسسين '5000 اسم' في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار علي حسابه الخاص.. أي أن كل من يريد أن يؤسس حزبًا لا بد أن يدفع نصف مليون جنيه علي الأقل تكلفة هذا النشر، والسؤال: من يستطيع دفع هذا المبلغ؟!
> المتظاهرون في ميدان التحرير في مليونية 'إنقاذ الثورة' تساءلوا: هل تضمنت وثيقة تنحي الرئيس السابق عن الحكم شرطًا يقضي بعدم ملاحقته هو وأسرته؟!
> هل يعقل أن حوالي مائة شخص من أسرة المناضل الوطني شيخ مشايخ سيناء 'سالم الهرش' يحرمون من الجنسية المصرية بلا سبب؟.. سالم الهرش يا سادة هو الذي وقف أمام موشيه ديان في مؤتمر الحسنة عام 1968 - بعد أن جري الاتفاق معه علي تدويل سيناء. ليقول: 'إننا لا نعرف لنا وطنًا سوي مصر ولا زعيمًا سوي جمال عبد الناصر' إنني أطالب السيد وزير الداخلية بالنظر في هذه المشكلة التي سببت أزمات عديدة للأسرة وأبنائهم من الأجيال الجديدة.
> لا يزال المواطنون في انتظار قرار د. عصام شرف رئيس الوزراء بإعادة شركة عمر أفندي إلي الدولة وكذلك الحال شركة المعدات التليفونية بعد أن خرَّبها المستثمر ثم تخلي عنها!!.
> العديد من سيارات مجلس الوزراء لا تزال في حوزة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف.. هل هذا معقول؟.. للتنويه فقط.. لقد خصص أحمد نظيف سيارة مرسيدس 200 لفسحة 'الكلب' أي نعم لفسحة 'الكلب' تري لماذا لا يعيد د. عصام شرف السيارات إلي مجلس الوزراء؟!
> بدري مخلوف أحد قادة الجماعة الإسلامية، حكم عليه بالمؤبد في قضية محاولة اغتيال زكي بدر وزير الداخلية الأسبق أمضي أكثر من عشرين عامًا خلف الأسوار ولايزال قيد السجن.. زملاؤه أفرج عنهم جميعًا.. وهو كان واحدًا من الذين وقعوا علي وثيقة نبذ العنف، فلماذا الإبقاء عليه سجينًا حتي الآن؟.. مطلوب تدخل السيد منصور العيسوي وزير الداخلية!!
> عمال شركة الحرير بحلوان، تظاهروا واعتصموا، لهم مطالب عديدة من تعيين المؤقتين إلي الحوافز وزيادة الرواتب إلا أن رئيس الشركة يتعامل بنفس نظام الرئيس السابق 'طناش'، أما رئيس الشركة القابضة محسن الجيلاني فهو ليس معنيًا بالأمر.. ما رأي رئيس الحكومة ووزير الصناعة في ذلك؟!
> مكتب الشهر العقاري في شبرا يستحق الرثاء.. لقد قادتني الأقدار إلي هناك ورأيت العجب، مكاتب مكدسة في غرف ضيقة وغير نظيفة، لا هواء ولا نقاء، في شقة تشبه الزنزانة وسلم مظلم يؤدي إليها.. الناس مكدسة بطريقة تصدمك، وحشود الجماهير تنتظر وقوفًا لحين اتمام توكيلاتهم.. السؤال للسيد وزير العدل أرجوك أن تذهب إلي هناك ولو مرة واحدة لتري تلك الحياة اللاآدمية في هذا المكان.
> حسين محمد علي أحمد الشريف مسجون حاليًا بسجن طرة بعد أن تم نقله من سجن آخر، كان قد تعرض لاطلاق الرصاص في هوجة عمليات الهروب التي تعرضت لها السجون مؤخرًا، حسين رفض الهرب فكان نصيبه رصاصات أصابته واحتاج للعلاج منها، إلا أن مستشفي قصر العيني لا يزال يرفض رغم ما يقارب الشهرين، بسبب عدم وجود حرس لمرافقة هذا المواطن الذي لا يزال حاليًا تحت التحقيقات بسجن طرة..
الرسالة التي أوجهها إلي قلب السيد وزير الداخلية أن كل المطلوب هو تعيين حراسة حتي يقبل مستشفي قصر العيني إجراء العملية له.
> بدأ عمال شركة 'امنيستو' أمس اعتصاماً مفتوحاً بسبب تخلي الحكومة ووزارة القوي العاملة عن الوعود التي قطعوها علي أنفسهم أمام مجلس الشعب بدفع مبالغ مالية للمعاش المبكر.. وبالرغم من موافقة لجنة القوي العاملة وبنك مصر علي هذه الشروط إلا أن الوزارة لاتزال تراوغ وتناور.. فإلي متي؟
> ورحل المبدع والمصور البارع الأستاذ 'فاروق إبراهيم'.. كان معلماً للأجيال ومخلصاً لرسالته حتي اليوم الأخير في حياته.. كان الراحل 'فاروق إبراهيم' شاهداً علي تاريخ مصر بالكاميرا.. وتعايش مع أحداثها.. وقدم للمجتمع المصري لقطات نادرة للحظات فارقة وتاريخية.. عزاؤنا لأسرة الفقيد ولزملائه بأخبار اليوم وبالصحافة المصرية.. داعين الله أن يرحمه رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته.
 
 

علي بريشة يكتب: الليبرالية وزواج الشواذ

 علي بريشة يكتب: الليبرالية وزواج الشواذ

الديمقراطية : أو " Democracy" كلمة مكونة من مقطعين (Demo يعني الدهماء) و(Cracy بمعنى كراسي ) فالكلمة معناها (الدهماء على الكراسي) .. وحقوق النشر الخاصة بهذا التعريف اللوذعي ترجع لعلامة زمانه وفريد عصره وأوانه الديكتاتور القذافي.
الواقع أن كثير من القوى السياسية تتعامل مع مصطلحات سياسية جادة بنفس الطريقة القذافية الزنجا زنجاوية .. كثير من التسطيح وكثير من الرفض وقليل جدا من الفهم أو الرغبة في التفاهم مع النقضاء السياسيين .. وفي هذا الإطار يمكن أن نقوم بسلسلة من التعريفات المبتسرة لكثير من المصطلحات السياسية التي تحيط بواقعنا المعاصر .. خذ عندك مثلا :
الليبرالية : هي الإيمان بضرورة زواج الشواذ.
السلفية : هي الجلد وقطع اليد وفرض الجزية على الأقباط.
الإخوان المسلمون : هم السلفيون المنافقون الذين يمكن أن يتحالفوا حتى مع شيطان الليبرالية للوصول إلى أهدافهم.
الشيوعية : هي الإلحاد والعياذ بالله.
الإشتراكية : هي صورة مصغرة من الشيوعية يؤمن بها أشخاص يرفضون الإستحمام و"رجلهم ماتت وعفنت من زمان" على حسب الإيفيه المسئ الذي أطلقه عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة.
العلمانية : هي الشيوعية و الليبرالية في كيان واحد يعني الإلحاد الممزوج بزواج الشواذ اللهم احفظنا.
هذا الشكل من التعريف المبتسر والقاصر لكثير من التيارات والقوى السياسية يروج في أوساط المنتمين لهذه التيارات تجاه بعضهم البعض .. أنا هنا لا أتحدث فقط عن القاعدة الشعبية لهذه القوى السياسية والتي قد لا تتمتع بثقافة كافية تخولها التفرقة بين السمات الاساسية لهذه القوى أو تلك .. أنا أتحدث (وهذه هي المشكلة) عن نخب ثقافية في هذه القوى السياسية والتي تجنح أحيانا وبشكل متعمد إلى توجيه أتباعها إلى تبني مفاهيم سلبية خاطئة تجاه (الآخر) في محاولة لحشد الأتباع نحو مكاسب سياسية ضيقة ولكنها تتسبب (وهذه هي الخطورة) في تسميم الحياة السياسية بشكل عام .. فمثلا عندما تختزل قيادات سلفية خطابها المضاد للبرادعي أو غيره بأنه رجل علماني ليبرالي (والعياذ بالله) .. أو تختزل قيادات أخرى موقفها من التيارات الدينية بأن برنامجهم السياسي يتلخص في إقامة الحدود بمعناها الحرفي وفرض الجزية على الأقباط وتحطيم الأصنام (الآثار) والأضرحة .. فهذا شكل من أشكال من أشكال التسطيح المخل الذي يحول الحياة السياسية إلى فاصل من الردح الغامض على طريقة "فوزية البرجوازية ".
المرحلة القادمة والحساسة التي أصبحت مصر مقبلة عليها تحتاج إلى كثير من الوعي بأصول اللعبة الديمقراطية .. فهي لا يمكن أن تتم بين أطراف متقاتلة لا يجد كل منهم في الآخرين شركاء بقدر ما يجد فيهم أعداء .. ففي هذه اللعبة يمكن أن تجد نفسك اليوم حليفا لتيار كنت تختلف معه بالأمس ولكن أصبحت تجمعك به حكومة إئتلافية مثلا .. من حق كل تيار أن يحتفظ بسماته المميزة وأن يحاول أن يوسع من أرضيته في الشارع وفي الحياة السياسية .. ولكن دون أن يمارس منطق الإقصاء والتجريح والطعن والتشوية والتكفير تجاه الآخرين .. هذه المسؤولية تقع على عاتق النخب قبل أن تقع على عاتق الأتباع .. وللأسف الشديد .. فكثير من النخب في الوقت الحالي تقع في هذا الفخ المعيب الذي يمكن أن يضرب التجربة الديمقراطية الناشئة في مقتل..
الكرة الآن في ملعب النخب السياسية قبل أن تكون في ملاعب رجل الشارع العادي .. فقد أثبت الشارع المصري خلال الشهور الماضية وعيا يتجاوز بكثير الوعي الذي تمارسه النخب السياسية .. للأسف الشديد

الإخوان : ندين أي محاولة لإضعاف التلاحم بين الشعب والجيش

محمد بديع
محمد بديع
أكدت جماعة الإخوان المسلمين أنها تقدر دور الجيش الذي وصفته بالبطولي إلا أنه مازال مطالبا بتحقيق كافة مطالب الثورة، ورفضت الجماعة ما اسمته بمحاولات أضعاف التلاحم بين الشعب والجيش من قبل فلول النظام السابق.
وقالت يقدر الإخوان الدور الكبير الذى قام به الجيش المصرى البطل الذى أثبت بالفعل أنه جيش الشعب وحامى الوطن ودرع الأمن القومى، فى حماية الثورة".
وأضافت في بيان لها اليوم السبت : أن الجماعة تقدر حرص الجيش على نقل السلطة للشعب نقلا هادئا سلميا وفى أسرع وقت ممكن، كما يقدرون له الاستجابة لعدد من مطالب الشعب.
وعدد ذلك قائلة :أزاح رأس النظام وحل المجالس النيابية المزورة وغيَّر الحكومة، وتتم محاكمة عدد من رؤوس الفساد، وأعد جدولا زمنيا لتسليم السلطة، وتم تغيير عدد كبير من رؤساء أجهزة الإعلام".
وإن الإخوان يؤمنون بأن تماسك المؤسسة العسكرية وقوتها ووحدتها بصفة عامة، وفى هذا الظرف خاصة هو خير ضامن لحفظ البلد داخليا وخارجيا لحين نقل السلطة إلى الشعب.
وخصوصا بعد تفكك وحل عدد من المؤسسات الهامة مثل مؤسسة الشرطة والبرلمان، ولذلك فهم حريصون كل الحرص على دعم هذا التماسك الداخلى للقوات المسلحة .
وطالبت الجماعة باستمرار التلاحم بين الجيش والشعب قائلة :إن التلاحم الذى حدث بين الجيش والشعب إبان الثورة العظيمة لابد له أن يستمر ويقوى ولذلك فإن الإخوان يدينون أى محاولة لإضعاف هذا التلاحم فضلا عن إحداث شقاق أو وقيعة بين الشعب وجيشه، ولا يخفى على أحد أن هناك من يسعى لذلك من فلول النظام البائد وبعض المتحمسين الذين لا يقدرون المواقف ولا العواقب .
وتابعت :إننا نؤمن تمام الإيمان بأن القوى السياسية التى تناست خلافاتها الفكرية أثناء الثورة وانصهرت جميعها مع الشعب فى إطار المصلحة الوطنية العليا مطالبة الآن أكثر من أى وقت أن تستصحب هذه الروح الوطنية العامة لضمان نجاح الثورة وتحقيق مطالبها ففيها المصلحة لكل القوى، وحتى لا نعطى للقوى الهدامة ذريعة لسرقة الثورة أو إجهاضها .
إننا نعتقد أن ضمان حرية التعبير بصورها المختلفة وبآدابها الراقية وأخلاقياتها الكريمة هو العلاج لكل الأخطاء التى تبدر من هنا أو من هناك .
إن الثورة هى ثورة شعبية سلمية عامة قام بها الشعب ويحافظ عليها الشعب، ولا نقبل أن يستغلها بعض أصحاب المصالح الخاصة أو المدفوعون بأصحاب المصالح من بقايا النظام السابق ،إننا وإن كنا نقدر الدور الذى قام به الجيش العظيم، وكذلك الإجراءات التى قام بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أننا نؤكد أن هناك عديدا من مطالب الشعب لم تتحقق حتى الآن .

د . صفوت قابل يكتب:ما المطلوب : الجيش من الثوار أم الجيش مع الثوار ؟

تسجيل مبارك عن ثروته إبراء لذمته أم مبرراً لوقف إجراءات محاسبته
مع أحداث فجر السبت 9 إبريل وإخلاء الجيش للمعتصمين من ميدان التحرير وسقوط قتيل وعشرات المصابين، دخلنا مرحلة خطيرة من التعامل بين بعض القوى السياسية والجيش فبعد أن كان الهتاف الجيش والشعب يد واحدة ظهرت الهتافات ضد المشير والمجلس العسكرى وبدأ الحديث عن تباطؤ المجلس العسكرى فى تلبية مطالب الثورة وكيف أن القرارات لا تتخذ إلا قبل المظاهرات المليونية

ومن الملاحظ أن العديد ممن يسمون أنفسهم بالقوى السياسية والثوار ومعهم خبراء التحليل فى برامج التلفزيون خرجوا جميعا للتحذير من الوقيعة بين الجيش والشعب وأنهم جميعا لم يدعوا إلى الاعتصام ،مما يثير التساؤل إذا كانوا يقولون أنهم يحركون المظاهرات فمن هؤلاء المعتصمين فى التحرير والذين تجاوز عددهم الآلاف ،لذلك علينا قبل أن يزداد الوضع تدهوراً ويبدأ كل فصيل فى تخوين الآخرين أن نعى ونحلل ما يحدث وألا تأخذنا الحماسة وتسجيل المواقف إلى أفعال تؤدى إلى انتكاسة للثورة  والمزيد من تدهور الأحوال.

وفى ظل هذا الاحتقان خرجت علينا قناة العربية بتسجيل صوتى لمبارك ينفى عن نفسه وأسرته الاتهامات بالتربح والاستيلاء على المال العام ،واعتقد أن توقيت إذاعة هذا التسجيل الهدف منه هو تأجيل اتخاذ الإجراءات لإحضاره والاستماع إلى أقواله هو وعائلته فهو يطلب أن يقدم توقيعه لكى تقوم الخارجية بالاستفسار عن ممتلكاته وعائلته فى الخارج وهو ما سيستغرق وقتا وبالتالى يكون ذلك مبرراً لوقف إجراءات التصعيد ضده ،فلمصلحة من يتم ذلك وكيف سمح المجلس العسكرى له بذلك وهو قيد الإقامة الجبرية. 

وعلينا أن نسأل فى البداية لماذا تغير موقف البعض إلى موقف أقل ما يقال عنه أنه سلبى تجاه المجلس العسكرى ،والجواب السريع إنها الشكوى من تباطؤ المجلس العسكرى فى تلبية مطالب الثورة وعدم محاكمة الرئيس المخلوع وعائلته ورموز الفساد ،ولكن علينا لتقييم الموقف بطريقة سليمة أن نضع فى اعتبارنا الحقائق التالية :
•    أن القوات المسلحة لم تقم بالثورة وإنما جاءت للسلطة نتيجة خلع رأس النظام السابق وبالتالى ليست هى قوة ثورية لها رؤيتها فى التغيير وإنما هى تدير فترة انتقالية ولا تنشئ نظاما جديدا
•    وكما أن القوات المسلحة لم تقم بالثورة فإنها لم تنضم للثوار وتصبح من قوى الثورة ولكنها كانت حامية للوطن من التصارع والتفتت وراعيا للتغيير وليس أداته 
•    ومما يزيد من عدم وضوح المواقف أن الثورة التى كانت مفاجئة هى بلا قيادة ولها مطالب عامة بلا برامج لتنفيذها ،بل تتعدد الرؤى والأولويات للقوى التى ظهرت بعد خلع مبارك لتتصدر المشهد الثورى
•    أن رجال المجلس العسكرى ليسوا بطبيعتهم ذوى أفكار ثورية بل هم أقرب إلى الإصلاحيين بحذر وخاصة مع تزايد المشاكل وتدهور الاقتصاد ،ومما يزيد من ترددهم فى اتخاذ المواقف عدم الاتفاق بين القوى التى تقول أنها مفجرة الثورة

فى ظل هذه الحقائق لابد من تحديد المطالب التى نريد من المجلس العسكرى تحقيقها فى خلال الفترة الانتقالية ثم عندما نتوصل إلى الدستور الدائم ونختار رئيسا ومجلسا تشريعيا فعليهم تحقيق التغيير الشامل للمجتمع ،ومن المطالب التى علينا أن نطالب بها المجلس العسكرى وهى من ضروريات التمكين للثورة والتى لا يمكن تأجيلها ما يلى :
أولا : القبض على كل القيادات السابقة والتحفظ عليهم وتقديمهم للمحاكمات مما ينهى قدرتهم على القيام بحشد قوى الثورة المضادة

ثانيا : التفرقة بين الجرائم الجنائية التى تستدعى تقديمهم للمحاكمة أمام القضاء العادى وبين الجرائم السياسية التى تستدعى نمطا مختلفا من المحاسبة
ثالثا : تغيير المحافظين وكل القيادات التى شاركت فى الفساد أو تنفيذ سياسات تمرير التوريث ،ولا يعتد بالحجة البالية أن ذلك سيؤدى إلى انهيار إدارة الدولة ،لأن استمرار هؤلاء سيزيد من المشاكل لأن من كان جزء من نظام سقط لن يتحمس لبناء نظام جديد ولأن هذا البناء الجديد يستدعى إدانة القديم فمن هذا الذى يدين نفسه بنفسه

رابعا : التوافق على مواصفات للتغيير فى القيادات وحتى لا يتم استبدال رجل من رجال النظام السابق برجل من نفس النظام ،فالعبرة ليست فى تغيير الوجوه بل فى الدفع بالقادرين على التصدى لمواجهة المشاكل وليس الخائفين من اتخاذ القرار فى ظل سهولة الرفض الشعبى

خامسا : إنشاء جهاز للتحقيق فى كل شكاوى الفساد واتخاذ قرار سريع فيها وذلك لتجنب المزيد من الاعتصامات ورفض القيادات

سادسا : إدارة حوار وطنى حقيقى وليس للأصدقاء والهابطين على مصر أو المحتلين لشاشات التلفزيون والذين تحولوا إلى قيادات للشعب الذى لا يعرف عنهم شيئا ،والبحث عن كيفية تفعيل الدور الشعبى فى متابعة السياسات والرقابة الشعبية الحقيقية مما يتطلب تجميد المجالس المحلية وعدم تعيين مجالس مكانها لصعوبة الاختيار

سابعا : التوقف عن تدخل الجيش فى مشاكل الحياة اليومية فمن الخطأ أن يتدخل الجيش عند كل اعتصام أو طلب من قيادة مؤسسة أو جامعة قامت المطالبات ضدها ،فهذا دور جهاز مكافحة الفساد الذى أدعوا إلى إنشائه
ثم علينا جميعا أن نتوقف عن الجرى وراء الشائعات والتأكد من حقيقة الأفلام التى تبث على الانترنت فمقولة أن مصر مستهدفة والتى كان النظام السابق يستغلها بالباطل للقضاء على كل الآراء المعارضة ( هذه المقولة ) هى الحقيقة الآن ،ولكى يتحقق ذلك على الجيش أن تكون بياناته حقيقية وواضحة فى تفسير الأحداث، كما أن الضغط الشعبى مطلوب لمحاكمة رموز النظام لأنه بدون هذا الضغط لن يقدم المجلس العسكرى على ذلك فى هذا التوقيت فلنساعده بهذه الضغوط على الإقدام على هذه الخطوة ،مع التأكيد على أن هناك فرقا بين الضغط الشعبى والإخلال الأمنى ،وعلينا جميعا القناعة بأن الانقسامات وعدم الانضباط داخل القوات المسلحة لن يستفيد منها إلا إسرائيل فليتوقف البعض عن الترويج لبعض أفراد الجيش مهما كانت دوافعهم

بكرى:مبارك يتجسس على النائب العام



كتب - محمد غنيم:


وصف مصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة الأسبوع فى مداخلة هاتفية بأحد البرامج التليفزيونية مساء اليوم الأحد كلمة مبارك المسجلة والتى أذيعت ظهر اليوم بقناة العربية بالمستفزة . وتساءل بكرى لماذا قال مبارك تلك الكلمة فى هذا التوقيت بالذات و فور صدور أمر من النائب العام باستدعائه هو ونجليه للتحقيق؟ ، مشككا فى وجود طابور خامس داخل مؤسسات الدولة يتجسس لحساب المخلوع بشرم الشيخ.
وأضاف بكرى أن الشعب المصرى كان يتوقع اعتذارا من الرئيس المخلوع بعد كل ما اقترفه هو وحاشيته فى حق هذا الشعب ولكنه خرج ليتوعد من يهاجمه, مدعيا أنه لايمتلك أموالا غير شرعية.
وأكد بكرى أن سويسرا قد أعلنت عن تجميد مئات الملايين من الدولارات وكذلك دول الاتحاد الأوروبى أعلنت عن تجميد أموال لمبارك وأسرته, فهل جمدت تلك الدول أموالا غير موجودة أم أن الرئيس المخلوع مازال يستهزئ بعقولنا؟ .
ووجه بكرى سؤاله لمبارك: ماذا عن حسابات جمال وعلاء وسوزان فى فرع البنك الأهلى بمصر الجديدة وحده والتى تعدت مئات الملايين من الدولارات وحسابات مبارك نفسه والتى وصلت إلى 23 رقم حساب فى نفس الفرع، وحسابات مكتبة الإسكندرية التى كانت تديرها زوجته دون أن تعرف إدارة المكتبة أى شىء عن هذه الحسابات من الأساس؟ .
الفيديو